مجلس الرئيس .. سلمت يا أبا علي

| د. عبدالله الحواج

عندما‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬طبية،‭ ‬شعرت‭ ‬أننا‭ ‬جميعًا‭ ‬أمام‭ ‬الاختبار‭ ‬الصعب،‭ ‬بل‭ ‬والانتظار‭ ‬الأصعب،‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬النتائج؟‭ ‬لماذا‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الدواعي‭ ‬والمبررات؟‭ ‬ولا‭ ‬أخفي‭ ‬سرًا‭ ‬إن‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬الساعات‭ ‬مرت‭ ‬عليَّ‭ ‬وعلى‭ ‬سواي‭ ‬ثقيلة،‭ ‬بطيئة،‭ ‬متكاسلة،‭ ‬وإن‭ ‬الانتظار‭ ‬الذي‭ ‬نلوذ‭ ‬بمحطاته‭ ‬العابرة‭ ‬أصبح‭ ‬جاثمًا‭ ‬على‭ ‬الصدور،‭ ‬مهيمنًا‭ ‬على‭ ‬خيالاتنا‭ ‬وتهيؤاتنا‭ ‬وتوقعاتنا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الدعوات‭ ‬الصادقة‭ ‬من‭ ‬قلوبنا‭ ‬لم‭ ‬تبعدنا‭ ‬عن‭ ‬صميم‭ ‬دعواتنا‭ ‬ورجاءاتنا‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بأن‭ ‬يسبغ‭ ‬على‭ ‬سموه‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬وموفور‭ ‬العافية‭.‬

و‭.. ‬عندما‭ ‬تكللت‭ ‬الفحوصات‭ ‬بالنجاح،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحمد‭ ‬الله‭ ‬وأشكر‭ ‬فضله‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬أنعم‭ ‬على‭ ‬الأب‭ ‬القائد‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬الكثير‭ ‬للبلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬وعندها‭ ‬استيقظت‭ ‬ساعتي‭ ‬البيولوجية‭ ‬لتواصل‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬غدٍ‭ ‬جديد‭ ‬مشرق‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

ما‭ ‬كان‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬القلق‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬للاطمئنان،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يثير‭ ‬الخوف‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬يبث‭ ‬فينا‭ ‬همم‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ليس‭ ‬قائدًا‭ ‬عاديًا،‭ ‬حيث‭ ‬تخطت‭ ‬آثاره‭ ‬الحدود،‭ ‬وبلغت‭ ‬أقاصي‭ ‬المعمورة‭ ‬وروابيها،‭ ‬واستقرت‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وشتاته‭ ‬المفتت‭ ‬البعيد‭.‬

الكل‭ ‬اجتمع‭ ‬على‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اختلفوا‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬على‭ ‬حقائق‭ ‬الكون‭ ‬والطبيعة،‭ ‬اجتمعوا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬قائد‭ ‬استثنائي،‭ ‬تجلى‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الفريدة،‭ ‬وتحلى‭ ‬بالصبر‭ ‬الجميل،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬تمكين‭ ‬بني‭ ‬وطنه‭.‬

عندما‭ ‬قيل‭ ‬عنه‭ ‬“ما‭ ‬للصعاب‭ ‬إلا‭ ‬خليفة”،‭ ‬قلنا‭ ‬هو‭ ‬الاختيار‭ ‬الحقيقي‭ ‬لأمة‭ ‬تمضي‭ ‬خلف‭ ‬خليفة،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الإنجاز‭ ‬الأحق،‭ ‬حين‭ ‬يشعر‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بأنه‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬الحنو‭ ‬الجميل؛‭ ‬لأنه‭ ‬يسير‭ ‬خلف‭ ‬خليفة‭.‬

الكلمات‭ ‬لا‭ ‬تفيه‭ ‬حقه،‭ ‬والمشاعر‭ ‬الفياضة‭ ‬التي‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تفيض‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬تُذكرنا‭ ‬دائمًا‭ ‬بتوجيهات‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬وتضعنا‭ ‬جميعًا‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياتنا‭ ‬التي‭ ‬آلينا‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬نتحلى‭ ‬بها‭ ‬فداءً‭ ‬للوطن‭ ‬ووفاءً‭ ‬للقيادة،‭ ‬هي‭ ‬التضحية‭ ‬والإباء؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬المقدرات‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬المنجزات،‭ ‬رافعين‭ ‬أيدينا‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬داعين‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بأن‭ ‬يديم‭ ‬على‭ ‬رئيسنا‭ ‬نعمة‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬وأن‭ ‬يمتع‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بموفور‭ ‬السعادة‭ ‬والخير‭ ‬والبركات،‭ ‬وأن‭ ‬يحفظه‭ ‬ويحرسه،‭ ‬ويمنحه‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والعزيمة،‭ ‬والقدرة‭ ‬الفياضة‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬صروح‭ ‬أينعت،‭ ‬وقطاعات‭ ‬أزهرت،‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬أسس‭ ‬لها‭.‬

إن‭ ‬الرجال‭ ‬الأشداء،‭ ‬والزعماء‭ ‬الأوفياء‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يؤرقهم‭ ‬مستقبل‭ ‬بلادهم،‭ ‬يسهرون‭ ‬الليل‭ ‬ويكابدون‭ ‬في‭ ‬النهار،‭ ‬ويحاولون‭ ‬مع‭ ‬المستحيل؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬أمتهم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬واستقرارًا،‭ ‬وأوفر‭ ‬حظًا‭ ‬وازدهارًا،‭ ‬وأعلى‭ ‬شأنًا‭ ‬وقدرًا‭ ‬وإصرارًا،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬حقلًا‭ ‬إلا‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬يغرس‭ ‬فيه‭ ‬فسيلة،‭ ‬ولا‭ ‬واحة‭ ‬إلا‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يزيدها‭ ‬نضارة‭ ‬وخضارًا،‭ ‬ولا‭ ‬معلمًا‭ ‬إلا‭ ‬وأضاف‭ ‬إليه‭ ‬معالم‭ ‬أخرى‭ ‬وسجايا‭ ‬أخرى‭ ‬ومحاسن‭ ‬أخرى‭.‬

سلمت‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬دمتم‭ ‬لنا‭ ‬ولوطنك‭ ‬ورجالك‭ ‬وشعبك‭ ‬وأمتك،‭ ‬الله‭ ‬يحفظكم‭ ‬ويرعاكم،‭ ‬ويسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحق‭ ‬خطاكم،‭ ‬فهو‭ ‬نِعم‭ ‬المولى‭ ‬ونِعم‭ ‬النصير‭.‬