من جديد

تحية فخر واعتزاز لجلالته

| د. سمر الأبيوكي

وأخيرا‭ ‬تحقق‭ ‬الحلم‭ ‬وأصبحنا‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬انطلاقة‭ ‬حقيقية‭ ‬لخطط‭ ‬استراتيجية‭ ‬تعزز‭ ‬استخدامات‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬حقيقة‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬مازلنا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬شكل‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬مهم،‭ ‬فجلالته‭ ‬أول‭ ‬قائد‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭ ‬يدعو‭ ‬صراحة‭ ‬خلال‭ ‬حدث‭ ‬مهم‭ ‬كهذا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والاهتمام‭ ‬بآخر‭ ‬مستجدات‭ ‬التقنية‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬

لقد‭ ‬كتبت‭ ‬مرارا‭ ‬مقالات‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وكنت‭ ‬كغيري‭ ‬أبذل‭ ‬جهودا‭ ‬فردية‭ ‬للتعريف‭ ‬بأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ومحاولات‭ ‬الالتفات‭ ‬إليه‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬كواجب‭ ‬حتمي‭ ‬تمليه‭ ‬علي‭ ‬الأمانة‭ ‬العلمية‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬الصحافية‭ ‬التي‭ ‬اختلف‭ ‬شكلها‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بفضل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نستخدم‭ ‬منه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يساوي‭ ‬الواحد‭ ‬بالمئة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬تعمقت‭ ‬به‭ ‬واستحدثته‭ ‬بل‭ ‬أدرجته‭ ‬في‭ ‬موادها‭ ‬الدراسية‭.‬

وكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬متأخرين‭ ‬خيرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نصل،‭ ‬فها‭ ‬نحن‭ ‬نستعد‭ ‬لاستقلال‭ ‬مركبة‭ ‬قطار‭ ‬التنمية‭ ‬التقنية‭ ‬مع‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬والمتقدمة،‭ ‬وتضاهينا‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتلك‭ ‬العلوم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬مؤخرا‭ ‬افتتاح‭ ‬كليات‭ ‬تقنية‭ ‬لتدريس‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لمختلف‭ ‬الدرجات‭ ‬العلمية‭.‬

ولا‭ ‬أزيد‭ ‬على‭ ‬جلالته،‭ ‬لكن‭ ‬مشاعر‭ ‬الفخر‭ ‬والامتنان‭ ‬وشعور‭ ‬الفرحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توصف،‭ ‬كلها‭ ‬مشاعر‭ ‬مختلطة‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬جلوسي‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬جلالته‭ ‬واستماعي‭ ‬لتلك‭ ‬الكلمات‭ ‬النيرة‭ ‬التي‭ ‬تختصر‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير،‭ ‬وتبدو‭ ‬كاليد‭ ‬الممتدة‭ ‬لكل‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬النير‭ ‬وسلوك‭ ‬الحداثة‭ ‬التقني‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيشه‭ ‬ويلمسه‭ ‬المواطنون‭.‬

ومضة‭: ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬منها‭ ‬التعليم،‭ ‬فأضحت‭ ‬لؤلؤة‭ ‬الخليج‭ ‬عاصمة‭ ‬للثقافة‭ ‬والتنوير‭ ‬وهاهي‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬ستخطو‭ ‬خطوات‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬علوم‭ ‬ذات‭ ‬أفق‭ ‬متسع‭ ‬وستصبح‭ ‬كعادتها‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الأمية‭ ‬التقنية‭ ‬بفضل‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬وسواعد‭ ‬أبنائها‭ ‬الذين‭ ‬أعدوا‭ ‬العدة‭ ‬لترجمة‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬النيرة‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنفذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وتجني‭ ‬ثمارها‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬