زبدة القول

“البحرين ليست جنة.. لكنها ليست جحيما”

| د. بثينة خليفة قاسم

أعجبني‭ ‬جدا‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬بجريدة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج،‭ ‬ورغم‭ ‬اختلاف‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬عنها‭ ‬عن‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬عمود‭ ‬كاتبنا‭ ‬الكبير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬المعبر‭ ‬جعلني‭ ‬أنظر‭ ‬حولي،‭ ‬بل‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ودارت‭ ‬رأسي‭ ‬دورة‭ ‬كبيرة‭ ‬أتأمل‭ ‬فيها‭ ‬أحوال‭ ‬العالم‭ ‬ومعاناة‭ ‬الشعوب‭ ‬والحروب‭ ‬المشتعلة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬والشعارات‭ ‬المرفوعة‭ ‬والذرائع‭ ‬التي‭ ‬يتذرع‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬لكي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬حربه‭ ‬حربا‭ ‬مقدسة‭.‬

تأملت‭ ‬الدمار‭ ‬الكثير‭ ‬وسقوط‭ ‬زعامات‭ ‬وصعود‭ ‬أخرى،‭ ‬تأملت‭ ‬المجاعات‭ ‬والتشرد‭ ‬وتشتت‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الواحدة‭. ‬تأملت‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وقلت‭ ‬لنفسي‭ ‬أولا‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬جنة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فكل‭ ‬شعب‭ ‬يسعى‭ ‬للأفضل،‭ ‬وكما‭ ‬يقال‭ ‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬الاختراع،‭ ‬وحاجة‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬الرفاهية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬للعمل‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭.‬

والبحرين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬يتطلع‭ ‬بعض‭ ‬أبنائها‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬تحميهم‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬ويتطلع‭ ‬بعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬سكن‭ ‬يتزوج‭ ‬ويعيش‭ ‬فيه،‭ ‬ويتطلع‭ ‬غيرهم‭ ‬إلى‭ ‬ألوان‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬وألوان‭ ‬من‭ ‬الرفاهية،‭ ‬شأنهم‭ ‬شأن‭ ‬الأميركيين‭ ‬والصينيين‭ ‬وشعوب‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬القوة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يملكه‭ ‬غيرها‭.‬

البحرين‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬سالمة‭ ‬مما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬منه‭ ‬غيرها،‭ ‬والبحرين‭ ‬لديها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬وكرامة‭ ‬الإنسان‭.‬

البحرين‭ ‬لن‭ ‬تصبح‭ ‬جحيما‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬رشيد‭ ‬يتعامل‭ ‬بمنهج‭ ‬الأب‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أبنائه‭ ‬ويتعامل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬المحترمة‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬العالم‭ ‬فيها‭.‬

البحرين‭ ‬لا‭ ‬تتآمر‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬ولا‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬مؤامرة‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭. ‬

البحرين‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬وفية‭ ‬لكل‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬ولم‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬يوما‭ ‬سكينا‭ ‬في‭ ‬خاصرة‭ ‬الأمة‭.‬

ربما‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬غيرها،‭ ‬لكنها‭ ‬ستبقى‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان‭.‬