ومضة قلم

ذوو الهمم ينتظرون دعمكم

| محمد المحفوظ

إنّها‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬شاءت‭ ‬أقدارها‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬المعاناة‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬معا‭ ‬رغم‭ ‬أنّ‭ ‬القانون‭ ‬كفل‭ ‬لهم‭ ‬الحقوق‭ ‬والدولة‭ ‬أنجزت‭ ‬لهم‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬أحلامهم‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬للتأهيل‭ ‬وعلاوة‭ ‬شهرية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعض‭ ‬أحلامهم‭ ‬تنتظر‭ ‬التنفيذ‭. ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬لها‭ ‬المشيئة‭ ‬الإلهية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بينها‭ ‬معاقون‭ ‬يعانون‭ ‬ظروفا‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة‭ ‬وهم‭ ‬يتمنون‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬والتأهيل‭ ‬والدعم‭ ‬لأبنائهم‭ ‬بإقامة‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬لتأهيلهم‭.‬

وكان‭ ‬مؤسفا‭ ‬جدا‭ ‬وباعثا‭ ‬على‭ ‬الحزن‭ ‬والدهشة‭ ‬أن‭ ‬يغلق‭ ‬أحد‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ (‬مركز‭ ‬المتروك‭ ‬للشلل‭ ‬الدماغيّ‭) ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬وتأهيل‭ ‬المعاقين‭ ‬بالمحافظة‭ ‬الشمالية،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يحتضن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ويوفر‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الرعاية‭ ‬وبه‭ ‬أمهر‭ ‬الكفاءات‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬المشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالإخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬رسالتهم،‭ ‬لكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬بل‭ ‬الصدمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتوقعها‭ ‬إغلاق‭ ‬المركز‭ ‬بصفة‭ ‬نهائية،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬صدمة‭ ‬لذوي‭ ‬المعاقين‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬مأزق‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬البديل‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مركز‭ ‬بديل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬لهم‭ ‬الرعاية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حرج‭.‬

إنّ‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬لتشخيص‭ ‬وتقييم‭ ‬الإعاقة‭ ‬والذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬المركز‭ ‬الشامل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬يضم‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬وجميع‭ ‬الحالات،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬قدر‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬القادمين‭ ‬سيكون‭ ‬تحوّلا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لتوفيره‭ ‬خدمات‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دمجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ليسهموا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬المنشودة‭. ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬تأجيل‭ ‬افتتاح‭ ‬المركز‭ ‬عائدا‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬المعدات‭ ‬الطبية‭ ‬كما‭ ‬ألمح‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬التأخير‭ ‬مرجعه‭ ‬الكادر‭ ‬الوظيفي‭! ‬

من‭ ‬الآمال‭ ‬التي‭ ‬تتطلع‭ ‬إليها‭ ‬أسر‭ ‬ذوي‭ ‬الحاجات‭ ‬الخاصة‭ ‬توفير‭ ‬سيارات‭ ‬خاصة‭ ‬نظرا‭ ‬للصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬إليها‭ ‬المعاقون‭ ‬أثناء‭ ‬تنقلاتهم‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬ولسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التذكير‭ ‬بالمصاعب‭ ‬التي‭ ‬يجد‭ ‬المعلقون‭ ‬فيها‭ ‬أنفسهم‭ ‬عند‭ ‬ارتيادهم‭ ‬المراكز‭ ‬التجارية‭ ‬والمباني‭ ‬الأخرى‭ ‬عندما‭ ‬يتعدى‭ ‬عليها‭ ‬البعض‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬اعتبار‭ ‬للقانون‭.‬