القضاء على الفقر حق إنساني
| عبدعلي الغسرة
من أهداف التنمية المستدامة تطوير المجتمعات وتحسين مستوى الحياة الإنسانية، وتوفير ما يلزم لنماء الإنسان، وخطة التنمية المستدامة تدعو إلى القضاء على الفقر بحلول 2030م، وتحقيق ذلك يتطلب الكثير من العمل الداخلي والدولي باتخاذ إجراءات ترتقي إلى مستوى هذا الهدف الإنساني، والفقر هو أحد أوجاع العالم وإنسانه، فهو وباء اجتماعي ينتشر في الكثير من الدول، وتختلف مستوياته باختلاف حالة كل دولة واقتصادها، فتوفير الرخاء الاقتصادي والاجتماعي لأفراد المجتمع يتطلب ــ أولًا ــ استغلال الموارد الاقتصادية والطاقات البشرية على النحو الأمثل بنهج يؤدي إلى تسريع وتيرة التقدم في جميع أنشطة الدولة، ثانيًا تحقيق العدالة في توزيع الثروات القومية، ثالثًا وضع خطط قومية شاملة لجميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، رابعًا توفير فرص العمل وخصوصا للشباب لتمكينهم من الحياة، خامسًا تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا في المجتمع، سادسًا التزام الدولة بمبادئ حقوق الإنسان فمن حق الإنسان أن يحيا حياةً كريمة في بلاده.
ويرتبط الفقر بالتنمية والأمن والسلام، ولتحقيق ذلك لابد من القضاء عليه، وتخصيص يوم دولي للقضاء عليه يعد تكريمًا لضحايا الفقر والجوع والعُنف، فالفقر يُشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وكرامته وإنسانيته، وبموجب القرار (47/196) أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17 أكتوبر يومًا دوليًا للقضاء على الفقر، والقيام بأنشطة بمشاركة الفقراء والمؤسسات العامة والأهلية، فالقضاء على الفقر يعني توفير سُبل العيش الكريم وبناء مستقبل مُستدام من خلال توفير قرارات وسياسات تحقق ذلك دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة اقتصاديًا واجتماعيًا.
والاحتفال بهذا اليوم يُمثل رفضًا للبؤس والفقر، ليتمكن الفقراء من التعبير عن حالتهم بتوفير الحياة التي يبتغونها، إن مكافحة الفقر والتغلب عليه مكافحة إنسانية عامة لا يمكن أن تتحقق إلا بمشاركة فعالة من الميسورين، وحياة الفقر ليست حتمية بل يمكن تغييرها إلى حالة أفضل بفضل تعاون جميع أفراد المجتمع بمبادرات اجتماعية وإنسانية وعلى امتداد السنة لتحقيق مجتمع متكافل.
إن تقديم المعونات للفقراء من الحلول الجزئية، وللقضاء على الفقر لابد من وجود فرص عمل مستدامة وضمان الصحة والتعليم الذي تتوافق مخرجاته مع سوق العمل، وتمكين الناس من جميع حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وردم الفجوة بين الجنسين في المجتمع.