صور مختصرة

“الواتساب شق القاع وقال أمباع”

| عبدالعزيز الجودر

ما‭ ‬ينشر‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬وفيديوهات‭ ‬وتسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬وصور‭ ‬وغيرها،‭ ‬يبقى‭ ‬القليل‭ ‬منه‭ ‬مفيد‭ ‬والكثير‭ ‬منه‭ ‬“خاش‭ ‬باش”،‭ ‬ونتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عما‭ ‬يحصل‭ ‬وينقل‭ ‬ويدور‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتحديدا‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬“الواتساب”‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية‭ ‬وانتشارا‭ ‬وسهولة‭ ‬الاستخدام‭ ‬وما‭ ‬يتداول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ودورها‭ ‬المؤثر،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬معاناة‭ ‬وشكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬بأسلوب‭ ‬مهذب‭ ‬وعبارات‭ ‬وكلمات‭ ‬محترمة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التجريح‭ ‬والإسفاف‭ ‬والقذف،‭ ‬هذا‭ ‬شيء‭ ‬محمود‭ ‬لا‭ ‬غبار‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬مما‭ ‬يتداول‭ ‬قد‭ ‬يسيء‭  ‬للمكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬للبلاد‭ ‬أو‭ ‬الشخصيات‭ ‬البحرينية‭ ‬أو‭ ‬الأفراد‭ ‬فهذا‭ ‬مرفوض‭ ‬ولا‭ ‬نقاش‭ ‬حوله‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬به‭ ‬والسكوت‭ ‬عليه‭.‬

نرصد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أفرادا‭ ‬عاديين‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعلومات‭ ‬العامة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬يتابعون‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬أولئك‭ ‬يقومون‭ ‬بتصوير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬يتحدثون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬غير‭ ‬ملمين‭ ‬بها‭ ‬وذلك‭ ‬لانعدام‭ ‬الاطلاع‭ ‬والمتابعة‭. ‬آخرون‭ ‬يقومون‭ ‬بتصويرالحوادث‭ ‬والمشاجرات‭ ‬المؤلمة‭ ‬ويقومون‭ ‬بنشرها‭ ‬و”قميضة”‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬والأفراد‭ ‬على‭ ‬“الواتساب‭ ‬اللي‭ ‬شق‭ ‬القاع‭ ‬وقال‭ ‬أمباع”‭ ‬والمنصات‭ ‬الأخرى‭ ‬يقومون‭ ‬بتداولها‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭.‬

الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬أنهم‭ ‬يخاطبون‭ ‬المسؤولين‭ ‬بعبارات‭ ‬“ما‭ ‬ينعرف‭ ‬راسها‭ ‬من‭ ‬كرياسها”‭ ‬ولا‭ ‬تليق‭ ‬بأن‭ ‬تقال‭ ‬وتوجه‭ ‬للقامات‭ ‬الكبيرة‭ ‬ومخاطبتهم‭ ‬بهذه‭ ‬الأساليب‭ ‬البعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬وعلى‭ ‬إثر‭ ‬تلك‭ ‬الفوضى‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬حديثا‭ ‬بإحالة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والمتعلق‭ ‬“بالسوشيال‭ ‬ميديا”،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬المنقذ‭ ‬هو‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬عقوبة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الإخوة‭ ‬الوزراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬الهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬العاملين‭ ‬معهم‭ ‬ضرورة‭ ‬فتح‭ ‬أبوابهم‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬قضاياهم‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬والإسراع‭ ‬بحلها‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يلجأ‭ ‬المواطن‭ ‬لتلك‭ ‬القنوات‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬