ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... الإعلام الشعوبي الإيراني

| د. طارق آل شيخان الشمري

من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬بقيادة‭ ‬أحفاد‭ ‬ومشردي‭ ‬ولقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬والقوقازيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬الطورانيين،‭ ‬وشعوبيي‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية‭ ‬الساعين‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬لتشريد‭ ‬قبائل‭ ‬وعائلات‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬وأبناء‭ ‬مصر‭ ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬مشروع‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬الصفوي،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬لهذا‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬إعلام‭ ‬شعوبي‭ ‬يحقق‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة،‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬توجهه‭ ‬وأسلوبه،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬كلهم‭ ‬يشتركون‭ ‬بهدف‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬وأية‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬النتن‭ ‬القذر‭.‬

ولنبدأ‭ ‬بالإعلام‭ ‬الشعوبي‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬“شقيقات‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬العربي‭ ‬تلفزيون‭ ‬عزمي‭ ‬بشارة”‭ ‬أي‭ ‬قنوات‭ ‬العالم‭ ‬والمنار‭ ‬والميادين،‭ ‬وقد‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬الحزب‭ ‬والثورة‭ ‬الواحدة،‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الدعاية‭ ‬للحزب‭ ‬والثورة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬التمجيد‭ ‬والتطبيل‭ ‬المباشر‭ ‬والواضح‭ ‬لرموز‭ ‬الحزب‭ ‬والثورة،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬لقاءاتهم‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬وتضخيمها،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ملاحظتنا‭ ‬وتحليلنا‭ ‬لقنوات‭ ‬العالم‭ ‬والميادين‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬كإعلام‭ ‬سياسي‭ ‬إيراني،‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬التطبيل‭ ‬المباشر‭ ‬لرموز‭ ‬ومبادئ‭ ‬وسياسة‭ ‬الثورة،‭ ‬بل‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬سياسات‭ ‬وتصريحات‭ ‬وأجندة‭ ‬طهران‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭. ‬مثلاً‭ ‬وخلال‭ ‬التغطية‭ ‬التلفزيونية‭ ‬للقناة‭ ‬لأحداث‭ ‬غزة،‭ ‬فإنها‭ ‬تقوم‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬صور‭ ‬ومشاهد‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬أبناء‭ ‬غزة،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬مشاهدو‭ ‬القناة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬بالتعاطف‭ ‬مع‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬تقوم‭ ‬القناة‭ ‬بعرض‭ ‬مشاهد‭ ‬لتصريحات‭ ‬“الببغاوات”‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬وهم‭ ‬يتوعدون‭ ‬إسرائيل‭ ‬ويمارسون‭ ‬تهديداتهم‭ ‬الصبيانية،‭ ‬مشددين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تعتبر‭ ‬قضية‭ ‬غزة‭ ‬قضيتها‭ ‬الأولى‭... ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬التسويق،‭ ‬فإن‭ ‬المشاهد‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الدمار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وقلبه‭ ‬مملوء‭ ‬بالتعاطف‭ ‬مع‭ ‬أهلها‭ ‬والكره‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬صور‭ ‬وتصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬ستعزز‭ ‬لديه‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬ومبادئ‭ ‬إيران،‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬قضية‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭. ‬

وبهذا‭ ‬فإن‭ ‬القناة‭ ‬تمارس‭ ‬الدعاية‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬لإيران‭ ‬وأجندتها،‭ ‬كجهاز‭ ‬إعلامي‭ ‬سياسي‭ ‬إيراني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬انكشف‭ ‬للمشاهد‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬احتلال‭ ‬وتدمير‭ ‬إيران‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية‭ ‬بدل‭ ‬تدميرها‭ ‬إسرائيل‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬القطري‭ ‬بقيادة‭ ‬عزمي‭ ‬بشارة‭ ‬لتلميع‭ ‬صورة‭ ‬إيران‭ ‬وقوتها‭ ‬وعظمتها‭ ‬البلهاء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بشيعته‭ ‬وسنته،‭ ‬خلاف‭ ‬الخونة‭ ‬طبعا،‭ ‬اتضحت‭ ‬له‭ ‬صورة‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬الثلاثي‭ ‬وإعلامه‭ ‬القذر‭ ‬في‭ ‬التسويق‭ ‬لمؤامرات‭ ‬تدمير‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬