العمل التطوعي مؤشر للازدهار
| حنان العربي
أضحى العمل التطوعي مقياسا لمدى ازدهار المجتمعات الإنسانية، ومؤشرا واضحا لوعي الفرد بأهمية التكاتف والعمل ضمن الجماعة، والتعاون لتلبية حاجات الأفراد والمجتمعات، وإن رواد العمل التطوعي عاكس واضح لوعيهم ونظرتهم الإيجابية للحياة، والتي تنطلق من حبهم لتقديم المساعدة والعون في سبيل تطوير المجتمعات، ولاشك أن من يتبنى تكريم هؤلاء المتطوعين قد وصلوا إلى مراحل ومستويات عالية من السلوكات الوعي والسلوك الحضاري، والذي ينبثق من تكريس جهودهم لتكريمهم ودعمهم وتشجعيهم، وإن جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وجائزة الشيخ خليفة بن علي آل خليفة حفظهما الله ورعاهما لهما أكبر دليل على ذلك، فهما خير خلف لخير سلف، وقد ورثوا هذه الإنسانية وحب الأعمال التطوعية من الأمير الوالد سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أطال الله عمره، والذي دائما له بصمة إنسانية في المجتمع المحلي والوطن العربي، بل وحتى العالمي، والذي يشجع جميع الأفراد والمؤسسات على العمل التطوعي بدعمهم وتشجعيهم، والذي هو نفسه من أكبر رواد العمل التطوعي والإنساني ومؤسسيه.
إن مثل هذه الجوائز قادت أممنا نحو النهضة، فهي تنطلق من مبدأ الشراكة المجتمعية، وغرس قيمة العمل التطوعي والإنساني في نفوس الفرد والجماعة، وتوجيه الطاقات بجميع الفئات العمرية وخاصة الشبابية للأعمال التطوعية، فقد انتشرت أصداء جوائزهما حفظهما الله في الوطن العربي كافة، بل وحتى على الصعيد العالمي، وهو ما يشجع على نقل الخبرات التطوعية فيما بينهم وتعميمها على كافة أفراد المجتمع.
إن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وسمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة أضحتا من أهم الجوائز على جميع المستويات والأصعدة، بل حتى إنها قد أضافت لنفسها زخما من خلال مشاركة الجامعة العربية في فعالية النسخة السادسة للجائزة، واحتضان بيت العرب في فعالية النسخة السابعة للجائزة، بحضور الأمين لجامعة الدول العربية، وتكريم هذه للجوائز لأكثر من ١١٤ شخصية كان لهم تاريخ حافل في العطاء الإنساني، وحصاد هذه الجوائز الشعبية الكبيرة بين رواد العمل التطوعي.
إن هذا النهج الذي يسير عليه أحفاد قائد الإنسانية الأمير الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة قد وصل للآفاق، وسينطلق بالمجتمع البحريني إلى النهضة والتطور، ولاشك أن هناك عينا حارسة وحكمة بارزة من قائد هذا الوطن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي ساهمت توجيهاته الرشيدة في تعزيز قيم الإنسانية بين جميع أفراد المجتمع البحريني.