زبدة القول

خطاب جلالة الملك المفدى

| د. بثينة خليفة قاسم

خطاب جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، تضمن رسائل مهمة للحاضر والمستقبل ورسم خريطة طريق لكل من يريد أن يخلص لهذا الوطن العزيز.

لم يترك جلالته شيئا من شأنه أن يرفع مكانة البحرين ويؤدي إلى تقدمها إلا وتحدث عنه حديث الأب، فبث فينا جميعا الحماس وحملنا المسؤولية تجاه صنع المستقبل المشرق لأبنائنا.

الذي يستمع لكلمة جلالته أو يقرأها يشعر أنه يخاطب كل كبير وصغير على أرض هذا الوطن ويبث في الجميع الحماس ويعطي الجميع الأمل في مستقبل أفضل، وليس مجرد خطاب برتوكولي أو تعليمات توجه إلى المسؤولين وحدهم.

لقد كانت كلمة جلالته رسالة أبوية مفعمة بالحب والخوف على هذا البلد العزيز، ولا يمكن أن يتسع المجال في هذه العجالة لتناول جميع الرسائل التي وردت في الكلمة السامية لجلالة الملك لأن كل فقرة تفضل بها جلالته تحمل رسالة واحدة على الأقل، رسالة نحتاج إلى أن ندرسها ونعيها ونضعها أمام أعيننا ونحن نعمل من أجل تقدم بلدنا الطيب.

فهاهي رسالة جلالته الأولى على ما أتذكر “يشهد عالمنا اليوم متغيرات متسارعة وتحديات طارئة تستوجب منا إيجاد صيغة مناسبة من التعامل المرن والتفكير المتجدد للحفاظ على تقدمنا المستمر في ميادين العمل والإنتاج”، هذه رسالة غاية في العمق وغاية في الأهمية لكل من يقوم بوضع الخطط والاستراتيجيات الساعية لصنع مستقبل أفضل في جميع المجالات، فالمسألة ليست فقط وضع خطط واستراتيجيات والقيام بتنفيذها ولكن المفروض أن نمتلك القدرة على التعامل مع الطوارئ والمتغيرات التي هي سمة أصيلة من سمات العصر الذي نعيش فيه.

لابد أن نملك القدرة على التعامل المرن مع المستجدات التي لم تكن في الحسبان وإلا تعرضنا إلى انتكاسات جراء عدم القدرة على التعامل مع هذه المتغيرات، ويكفيني في هذه الزاوية كما أشرت إلى رسالة جلالته الأولى أن أشير إلى الرسالة الأخيرة في كلمة جلالته، رغم أن بين الرسالتين العديد من الرسائل الأخرى ذات الأهمية “إن تحقيق التطلعات الوطنية يتطلب على الدوام المزيد من التنسيق والتعاون بين السلطات وأن تتحمل كل سلطة مسؤوليتها المناطة بها دستوريا باستقلالية تامة”. هذه الرسالة الختامية لا تقل أهمية عن الرسالة الأولى فالأمم لا تتقدم إلا بالتنسيق والتعاون وليس بسياسة الجزر المنعزلة.