صور مختصرة

“أرواح البشر مب لعبة يهال”

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬جميع‭ ‬العائلات‭ ‬والأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬تطبخ‭ ‬وتحضر‭ ‬وجباتها‭ ‬الغذائية‭ ‬الثلاث‭ ‬“الريوق‭ ‬والغده‭ ‬والعشه”‭ ‬داخل‭ ‬مطابخ‭ ‬منازلها‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬“الخبز‭ ‬والنخي‭ ‬والباجلة‭ ‬واللوبة‭ ‬يشترونه‭ ‬جاهز‭ ‬من‭ ‬الخباز”،‭ ‬وقتها‭ ‬كانت‭ ‬صحتهم‭ ‬“أحسن‭ ‬ما‭ ‬يكون”،‭ ‬ولا‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬التسمم‭ ‬أو‭ ‬العلل‭ ‬والأمراض‭ ‬ومن‭ ‬“لبهته‭ ‬والقثيثه”‭ ‬والتعب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬الآن‭ ‬للمدمنين‭ ‬على‭ ‬الأكل‭ ‬والشرب‭ ‬من‭ ‬“برّع”‭ ‬المنزل،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬كانوا‭ ‬يرفضون‭ ‬تناول‭ ‬الأكل‭ ‬أو‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬رفضا‭ ‬باتا،‭ ‬ويعتبرون‭ ‬ذلك‭ ‬عيبا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬و”فشيلة”‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬البيت،‭ ‬“وذاك‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬اللي‭ ‬ياكل‭ ‬من‭ ‬المطعم”‭.‬

اليوم‭ ‬مع‭ ‬عظيم‭ ‬الأسف‭ ‬تغيّر‭ ‬الحال‭ ‬واستبدل‭ ‬الوضع‭ ‬بآخر‭ ‬دخيل‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هجرت‭ ‬مطابخ‭ ‬البيوت‭ ‬وأصبح‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬يعتمد‭ ‬اعتمادا‭ ‬كليا‭ ‬في‭ ‬وجباته‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬مأكولات‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬وطول‭ ‬البلاد‭ ‬كما‭ ‬تنتشر‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬زبائنهم‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬شيئا‭ ‬مما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬مطابخ‭ ‬المطاعم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التخزين‭ ‬وافتقاد‭ ‬النظافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬ورداءة‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬الرخيص‭ ‬المستخدم‭ ‬ضمن‭ ‬مكونات‭ ‬الطبخ‭ ‬وانتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬الأغذية‭ ‬والمخالفات‭ ‬الصحية‭ ‬الخطيرة‭ ‬الأخرى،‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التجاوزات‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بحجمها‭ ‬وضررها‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭.‬

في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬تولي‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬اهتماما‭ ‬ومتابعة‭ ‬حثيثة‭ ‬لموضوع‭ ‬السلامة‭ ‬الغذائية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتعطي‭ ‬أهمية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للمتابعة‭ ‬والرصد‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الرقابية‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتحديدا‭ ‬سلامة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬حملات‭ ‬تفتيشية‭ ‬عشوائية‭ ‬ممنهجة‭ ‬تتبع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المعايير‭ ‬والاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬الدولية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلامة‭ ‬ومصلحة‭ ‬الجميع‭.‬

بدورنا‭ ‬نشيد‭ ‬بالجهد‭ ‬الذي‭ ‬تبذله‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬وما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وضيوف‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬المفاجئة‭ ‬بحيث‭ ‬“تكون‭ ‬على‭ ‬غفلة‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬أنصاف‭ ‬الليالي‭ ‬لأن‭ ‬المردويسة‭ ‬والدرسعية‭ ‬والضقبرة‭ ‬واللقلاقة‭ ‬ما‭ ‬تصير‭ ‬إلا‭ ‬هالحزة”،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬على‭ ‬أوقات‭ ‬معروفة‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المطاعم‭ ‬مسبقا،‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬كبير‭ ‬بنشر‭ ‬أسماء‭ ‬المطاعم‭ ‬المخالفة‭ ‬وضرورة‭ ‬معاقبة‭ ‬أصحابها‭ ‬فأرواح‭ ‬البشر‭ ‬“مب‭ ‬لعبة‭ ‬يهال”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬