مذكرات بلجريف

| عبدعلي الغسرة

استهلت‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬موسمها‭ ‬الثقافي‭ ‬التاريخي‭ ‬التراثي‭ (‬66‭) ‬للعام‭ (‬2019م‭ ‬ــ‭ ‬2020م‭) ‬بمحاضرة‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬الطبيب‭ ‬والمؤرخ‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬تراث‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬الدكتور‭ ‬عيسى‭ ‬محمد‭ ‬أمين‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ (‬مذكرات‭ ‬بلجريف‭) ‬بحضور‭ ‬بارز‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬وأصدقائها‭ ‬ونخبة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذين‭ ‬اكتظت‭ ‬بهم‭ ‬قاعة‭ ‬دلمون‭ ‬بالجمعية‭.‬

وبدأ‭ ‬المحاضر‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الإعلان‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬“نيويورك‭ ‬تايمز”‭ ‬بشأن‭ (‬طلب‭ ‬تعيين‭ ‬شاب‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬شرقية‭)‬،‭ ‬وتقدم‭ ‬جيمس‭ ‬بلجريف‭ ‬لهذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬مرفقًا‭ ‬بها‭ ‬سيرته‭ ‬ومؤهلاته،‭ ‬وقد‭ ‬تبوأ‭ ‬وظيفته‭ ‬حتى‭ ‬انتهاء‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1956م‭. ‬وتقلد‭ ‬أثناء‭ ‬وظيفته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والبلديات‭ ‬والشرطة‭ ‬وإدارة‭ ‬المحاكم‭ ‬والأشغال‭ ‬العامة‭ ‬وتنظيم‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أنيطت‭ ‬به‭. ‬

وبدأ‭ ‬بلجريف‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬مذكراته‭ ‬منذُ‭ ‬1912م‭ ‬ــ‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬بـ‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬ــ‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1926م،‭ ‬وبلغت‭ ‬المذكرات‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬12‭ ‬مجلدًا،‭ ‬وكان‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬سطرًا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬365‭ ‬يومًا‭. ‬وكانت‭ ‬تشمل‭ ‬مذكراته‭ ‬الشخصية‭ ‬ورسائله‭ ‬ومختلف‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يكتبها‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يؤديها،‭ ‬ومن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬المحاضر‭ ‬أن‭ ‬بلجريف‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بحضور‭ ‬دائم‭ ‬ولافت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدوائر‭ ‬وأماكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يُخطط‭ ‬لها‭ ‬ويشرف‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭.‬

الحديث‭ ‬عن‭ ‬بلجريف‭ ‬ومذكراته‭ ‬يطول،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكُتب‭ ‬والدراسات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬حياته‭ ‬ومذكراته،‭ ‬فبعد‭ ‬وصوله‭ ‬أسس‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬بفضل‭ ‬جُهده‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬وإخلاصه‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬عبء‭ ‬المسؤوليات‭ ‬العديدة‭. ‬وهذه‭ ‬المذكرات‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬المحاضر‭ ‬تعتبر‭ (‬مرجعًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1926م‭ ‬حتى‭ ‬1956م‭)‬،‭ ‬وكل‭ ‬مَن‭ ‬يبتغي‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬وقائع‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭ ‬وأحداثه‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬إليها‭ ‬وإلى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تأليفه‭ ‬من‭ ‬الكُتب‭ ‬والدراسات‭ ‬عن‭ ‬بلجريف‭.‬