طريق الحرير الإيراني

| بدور عدنان

بمباركة‭ ‬ودعم‭ ‬إيراني‭ ‬افتتح‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬معبر‭ ‬البوكمال‭ ‬البري‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬بعد‭ ‬إغلاقه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬إثر‭ ‬سيطرة‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬العراقية،‭ ‬ما‭ ‬اقتضى‭ ‬إغلاق‭ ‬المنافذ‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬لتجنب‭ ‬سهولة‭ ‬عبور‭ ‬وتنقل‭ ‬مقاتلي‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬“داعش”‭.‬

المعلن‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬الممر‭ ‬وإعادة‭ ‬تفعيله‭ ‬خطوة‭ ‬لتسهيل‭ ‬عبور‭ ‬البضائع‭ ‬والسلع‭ ‬التجارية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنعاش‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلدين،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬خافي‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الممر‭ ‬أعيد‭ ‬افتتاحه‭ ‬خدمة‭ ‬للمصالح‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بأوقات‭ ‬عصيبة‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وذلك‭ ‬إثر‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬عليها‭.‬

فبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تحرير‭ ‬المعبر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬بات‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتغلغلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬كأبرز‭ ‬أذرعتها‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬ينفي‭ ‬أو‭ ‬ينكر‭ ‬التواجد‭ ‬والنفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وبذلك‭ ‬فإن‭ ‬فتح‭ ‬إمداد‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬يصلها‭ ‬بلبنان‭ ‬حيث‭ ‬يتواجد‭ ‬حليف‭ ‬طهران‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سلاسة‭ ‬التنقلات‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والدول‭ ‬الثلاث‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬يشكل‭ ‬طوق‭ ‬نجاة‭ ‬اقتصادي‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭. ‬

المخطط‭ ‬الإيراني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة‭ ‬بل‭ ‬دأب‭ ‬الإيرانيون‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬والعمل‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬حيث‭ ‬ظهر‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬مقاطع‭ ‬مصورة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬معبر‭ ‬البوكمال‭ ‬وهو‭ ‬يقود‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬داعش،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المخطط‭ ‬الإيراني‭ ‬يقضي‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لكي‭ ‬تتسنى‭ ‬لطهران‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬المئتي‭ ‬كيلومتر‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬ولبنان‭.‬

طهران‭ ‬لن‭ ‬تكتفي‭ ‬ببسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬فقط،‭ ‬فوزير‭ ‬الطرق‭ ‬وبناء‭ ‬المدن‭ ‬الإيراني‭ ‬اجتمع‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬العامة‭ ‬والإسكان‭ ‬السوري‭ ‬بهدف‭ ‬شراء‭ ‬العقارات‭ ‬المدمرة‭ ‬واستملاكها‭ ‬وبذلك‭ ‬تضمن‭ ‬طهران‭ ‬السيطرة‭ ‬التامة‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬البوكمال‭.‬

 

السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬دائماً‭ ‬كيف‭ ‬تعاقب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وتحاصره‭ ‬اقتصادياً‭ ‬فيما‭ ‬تنجح‭ ‬طهران‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بأكمله‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬بأربع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحرك‭ ‬ساكناً‭.‬