فجر جديد

مواطنون لا تحبطهم الحياة

| إبراهيم النهام

أتطلع‭ ‬باهتمام‭ ‬ليوميات‭ ‬الشارع،‭ ‬ولحديث‭ ‬الناس،‭ ‬ولهمومهم،‭ ‬فهذا‭ ‬واجبي‭ ‬ككاتب‭ ‬وكمواطن‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وهو‭ ‬واجب‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬القناعة‭ ‬الأكيدة‭ ‬بأن‭ ‬خدمة‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لهم،‭ ‬هو‭ ‬ترحيل‭ ‬لعمل‭ ‬خير‭ ‬سيأتيني‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬في‭ ‬أبنائي،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صحتي،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬دَيني،‭ ‬مهما‭ ‬تأخر،‭ ‬أو‭ ‬تباطئه،‭ ‬لكنه‭ ‬سيأتي‭ ‬بالتأكيد‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬زحام‭ ‬الحياة،‭ ‬ومشاكلها،‭ ‬وضوضائها،‭ ‬وكثرة‭ ‬ضجيجها،‭ ‬وسواد‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬منها،‭ ‬وتغير‭ ‬النفوس‭ ‬والشخوص‭ ‬بها،‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهي‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر،‭ ‬أناس‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬بساطتهم،‭ ‬ومسئولياتهم،‭ ‬ومشاغلهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬من‭ ‬يترك‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويزرع‭ ‬بهم‭ ‬البسمة‭ ‬والأمل‭ ‬والنجدة‭.‬

منهم،‭ ‬الأخ‭ ‬أحمد‭ ‬الغريب‭ ‬صاحب‭ ‬حساب‭ (‬تواصل‭ ‬البحرين‭) ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الانستجرام،‭ ‬وهو‭ ‬حساب‭ ‬جميل‭ ‬ينشر‭ ‬يوميا‭ ‬أخبار‭ ‬المرضى‭ ‬والوفيات،‭ ‬ويزود‭ ‬المتابعين‭ ‬بالمعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬عن‭ ‬الحدث،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الزيارات‭ ‬الجميلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الغريب‭ ‬وزملاؤه‭ ‬للمرضى‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والتي‭ ‬تنشر‭ ‬بالحساب،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬للناس‭ ‬بزيارة‭ ‬هذا‭ ‬المريض،‭ ‬وذاك‭. ‬والدال‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬كفاعلة‭.‬

هنالك‭ ‬أيضا‭ ‬الأخ‭ ‬أحمد‭ ‬البي،‭ ‬محفظ‭ ‬القرآن‭ ‬بمركز‭ ‬ابن‭ ‬الجزري‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬البي‭ ‬هو‭ ‬اهتمامه‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الطالب،‭ ‬والذي‭ ‬يتخطى‭ ‬حدود‭ ‬الفصل‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬تواصل‭ ‬وباستمرار‭ ‬مع‭ ‬ولي‭ ‬الأمر،‭ ‬ليطلعه‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬أخبار‭ ‬ابنه‭ ‬بالمركز،‭ ‬وأهم‭ ‬النصائح،‭ ‬والتوجيهات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطوير‭ ‬مستواه،‭ ‬ويرسل‭ ‬له‭ -‬أحيانا‭- ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬للطفل‭ ‬وهو‭ ‬يحفظ‭ ‬القرآن،‭ ‬والنصائح‭ ‬الموجهة‭ ‬له‭ ‬حينها؛‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬الوالدان‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬مواقع‭ ‬الخلل،‭ ‬وما‭ ‬المطلوب‭ ‬منهم؟

وأذكر‭ ‬بمتن‭ ‬حديثي،‭ ‬الإعلامي‭ ‬الأخ‭ ‬صالح‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬والذي‭ ‬يهتم‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭ ‬بخدمة‭ ‬قطاع‭ ‬المتقاعدين‭ ‬بشكل‭ ‬فردي،‭ ‬منها‭ ‬تنظيمه‭ ‬لفعالية‭ ‬سنوية‭ ‬لتكريمهم‭ ‬وتقديرهم،‭ ‬وخدمته‭ ‬المستمرة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المجالس‭ ‬العائلية‭ ‬والأهلية‭ ‬عبر‭ ‬المساعدة‭ ‬بتنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬المختلفة‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬يشجع‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬روادها‭.‬

أتحدث‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬الناشط‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الأخ‭ ‬محمد‭ ‬المران،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬معي‭ ‬ومع‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬المحلي‭ ‬والوطني،‭ ‬ملقيًا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مواضيع‭ ‬هي‭ ‬بصلب‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس‭ ‬والبلد،‭ ‬مواضيع‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نلتفت‭ ‬إليها‭ ‬بسبب‭ ‬زحام‭ ‬الحياة،‭ ‬وكثرة‭ ‬مسئولياتها،‭ ‬لكنه‭ ‬يذكرنا‭ ‬بها‭.‬

هنالك‭ ‬آخرون‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬المخلصين،‭ ‬لا‭ ‬تسعفني‭ ‬مساحة‭ ‬المقال‭ ‬لأن‭ ‬أذكرهم،‭ ‬تجمعهم‭ ‬صفة‭ ‬السعي‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬وخدمة‭ ‬الآخرين،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتظرون‭ ‬مقابلا،‭ ‬فشكرا‭ ‬لهم،‭ ‬وإلى‭ ‬فجر‭ ‬جديد‭.‬