جائزة الملك حمد لتمكين الشباب

| ستيفانو باتيناتو

تعد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬بالشباب‭ ‬والنشء،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثرة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والفعاليات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشباب،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬استيعاب‭ ‬متخذي‭ ‬القرار‭ ‬فيها‭ ‬للأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يحدثه‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتنمية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬وأوطانهم،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭. ‬وتأتي‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لتؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنمية‭ ‬الشباب‭ ‬العالمي،‭ ‬ولفت‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬إمكانات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يطرحونه‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬وأفكار‭ ‬تنموية،‭ ‬تبرز‭ ‬إبداعاتهم‭ ‬وابتكاراتهم‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬تنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭.‬

وهنا‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ (‬UNDP‭ )‬،‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الامتنان‭ ‬والتقدير؛‭ ‬لأنها‭ ‬تأخذ‭ ‬دورا‭ ‬مساعدا‭ ‬يجعلها‭ ‬خير‭ ‬عون‭ ‬للأهداف‭ ‬والأنشطة‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومكاتبها‭ ‬على‭ ‬توصيلها‭ ‬إلى‭ ‬شعوب‭ ‬ودول‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭. ‬وليست‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬المرموقة‭ ‬إلا‭ ‬مثال‭ ‬مهم‭ ‬علي‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكات‭ ‬المتعددة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬مملكه‭ ‬البحرين‭ ‬وبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭. ‬وقد‭ ‬تشرف‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنمائي‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬المهرجان‭ ‬العالمي‭ ‬الأول‭ ‬للشباب،‭ ‬مدينه‭ ‬الشباب‭ ‬2030‭ ‬برنماج‭ ‬القيادات‭ ‬الشابة‭ ‬والمؤتمر‭ ‬العربي‭ ‬الأول‭ ‬“دور‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي”‭. ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬برنامج‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وتنميه‭ ‬القدرات،‭ ‬وضمان‭ ‬تبادل‭ ‬المعارف‭ ‬والابتكارات‭.‬

وتأتي‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ترجمة‭ ‬عملية‭ ‬لهذا‭ ‬التعاون،‭ ‬فقد‭ ‬ساهم‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬نسختيها‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬واقتراح‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬الأولية‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬هيئات‭ ‬ومنظمات‭ ‬اممية‭ ‬مختلفة،‭ ‬شملت‭ (‬برنامج‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة،‭ ‬اليونيسيف،‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية‭ ‬“الموئل”،‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭) ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أربعة‭ ‬محكمين‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭. ‬وكان‭ ‬لوزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬بصماتها‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬تشكر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حيث‭ ‬بذلت‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والتنسيق،‭ ‬لإخراج‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تليق‭ ‬بمكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ودورها‭ ‬الملحوظ‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مقاربة‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الداعمة‭ ‬لفئة‭ ‬الشباب‭.‬

إن‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬حقا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬قدمت‭ ‬نجاحات‭ ‬عديدة‭ ‬أولها‭ ‬نجاح‭ ‬الشراكة‭ ‬والإعداد‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ثم‭ ‬نجاح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العالمية‭ ‬واستمراره،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬الجائزة‭ ‬نفسها،‭ ‬لذلك‭ ‬نقول‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬نجحت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تُطلق،‭ ‬وقبل‭ ‬الاحتفال‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المتقدمين‭ ‬من‭ ‬663‭ ‬إلى‭ ‬3557‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي،‭ ‬وبنسبة‭ ‬436‭ %‬،‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬ملحوظ‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬لها‭ ‬المتقدمون‭ ‬من‭ ‬87‭ ‬إلى‭ ‬125‭ ‬دولة‭ ‬بزيادة‭ ‬بلغت‭ ‬44‭ % ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وهي‭ ‬نسب‭ ‬عالية‭ ‬جدا،‭ ‬تؤكد‭ ‬ثقة‭ ‬الشباب‭ ‬العالمي‭ ‬والدول‭ ‬بالجائزة‭ ‬ومخرجاتها،‭ ‬وبمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الشبابي‭. ‬أضف‭ ‬لذلك‭ ‬التوقيت‭ ‬المتميز‭ ‬لتكريم‭ ‬الفائزين‭ ‬بالجائزة،‭ ‬فخلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬وبينما‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬تحتفي‭ ‬بشباب‭ ‬ومؤسسات‭ ‬داعمة‭ ‬للشباب‭ ‬بتسليمهم‭ ‬الجائزة،‭ ‬كان‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬والمؤسسات‭ ‬يجتمعون‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للامم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليؤكدوا‭ ‬التزامهم‭ ‬بنهج‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بكافة‭ ‬أوجهها‭ ‬ومراميها‭.‬

وأخيرا،‭ ‬استطاعت‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منبرا‭ ‬حقيقيا‭ ‬للأفكار‭ ‬المبتكرة‭ ‬والرائدة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بشباب‭ ‬العالم‭ ‬ودوله،‭ ‬كما‭ ‬عكست‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬وقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬خالص‭ ‬التهنئة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقيادتها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح،‭ ‬وإلى‭ ‬الفائزين‭ ‬بهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬القيمة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬دعمنا‭ ‬المتواصل‭ ‬لجائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد؛‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ولجميع‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنهوض‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭.‬

 

‬الممثل‭ ‬المقيم‭ ‬لبرنامج‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي

عضو‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬لجائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد