لنرتق بالمسنين

| عبدعلي الغسرة

كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬هُم‭ ‬الذين‭ ‬مهدوا‭ ‬لحاضرنا‭ ‬وعبدوا‭ ‬لنا‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬سنعده‭ ‬لأجيالنا‭. ‬جيل‭ ‬يجتهد‭ ‬وينجز‭ ‬له‭ ‬وللآخر‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد،‭ ‬فلأولئك‭ ‬الذين‭ ‬روَّضوا‭ ‬لنا‭ ‬العقبات‭ ‬كل‭ ‬التقدير،‭ ‬واحتراما‭ ‬لعطائهم‭ ‬قررت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تحديد‭ ‬يوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬لهم،‭ ‬وذلك‭ ‬مكافأةً‭ ‬لمسيرة‭ ‬حياتهم‭ ‬التي‭ ‬قدموا‭ ‬خلالها‭ ‬الكثير‭ ‬لمجتمعهم،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ (‬700‭) ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬وبحلول‭ ‬2050م‭ ‬سيبلغون‭ ‬بليوني‭ ‬نسمة‭ ‬بنسبة‭ (‬20‭ %) ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بكبار‭ ‬السن‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بأداء‭ ‬حقوقهم‭ ‬التزام‭ ‬وطني‭ ‬وإنساني‭ ‬وديني،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬ذو‭ ‬التوجهات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬يهمل‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬أفراده،‭ ‬صغيرًا‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬كبيرًا،‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬لذا،‭ ‬يجب‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والألم،‭ ‬وخالٍ‭ ‬من‭ ‬العوز‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الغير،‭ ‬وجعلهم‭ ‬أعضاء‭ ‬غير‭ ‬منسيين‭ ‬بل‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وموضوع‭ ‬عام‭ ‬2019م‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ (‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭) ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لعام‭ ‬2030م،‭ ‬فالتنمية‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ومختلف‭ ‬فئاتهم‭ ‬العمرية،‭ ‬ومنهم‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركتهم‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمساواة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التفاوت‭ ‬والتمييز‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإدماج‭ ‬والتماسك‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬التعاضد‭ ‬مع‭ ‬فئة‭ ‬المسنين‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهم،‭ ‬وعدم‭ ‬تهميشهم،‭ ‬وإذكاء‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعايش‭ ‬معهم‭ ‬وتقديرهم،‭ ‬وصياغة‭ ‬ممارسة‭ ‬مجتمعية‭ ‬معهم‭ ‬تليق‭ ‬مع‭ ‬ماضيهم‭ ‬المضيء،‭ ‬وإيجاد‭ ‬أنظمة‭ ‬وسن‭ ‬قوانين‭ ‬وتشريعات‭ ‬تحميهم‭ ‬وترتقي‭ ‬بحياتهم‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬ومنحهم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وتعمل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لهذا‭ ‬الهدف‭ ‬الإنساني‭ ‬أولت‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بكبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والرعاية‭ ‬الإنسانية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بهم،‭ ‬وحددت‭ ‬لهم‭ ‬أماكن‭ ‬لاستضافتهم‭ ‬كدار‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬للمسنين‭ ‬في‭ ‬1985م‭ ‬بمساهمة‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وتشمل‭ ‬الدار‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والطبية‭ ‬والتثقيفية‭ ‬والترفيهية‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬ويحظى‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬ودور‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.‬