لمحات

الحسابات الإخبارية

| د.علي الصايغ

لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬على‭ ‬الصحف‭ ‬المطبوعة،‭ ‬خصوصا‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المعروف‭ (‬إنستغرام‭)‬،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تسحب‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬بساط‭ ‬الإعلانات،‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬الوسيط‭ ‬شكلاً‭.‬

وما‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية‭ ‬مطالبة‭ ‬بتصحيح‭ ‬الحسابات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الإخبارية‭ ‬أوضاعها‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬نشر‭ ‬واستغلال‭ ‬المواد‭ ‬الصحافية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالصحف‭ ‬اليومية‭ ‬المطبوعة،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬تعدياً‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الفكرية‭ ‬لهذه‭ ‬الصحف،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ذكر‭ ‬اسم‭ ‬المصدر‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإشكالية‭ ‬بموضوعية‭ ‬متناهية،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬مجهود‭ ‬مبذول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أية‭ ‬صحيفة‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬أو‭ ‬بلورة‭ ‬خبر‭ ‬أو‭ ‬تقارير‭ ‬أو‭ ‬مقابلات‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬صنوف‭ ‬المواد‭ ‬الصحافية،‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬الحق‭ ‬لأية‭ ‬جهة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى،‭ ‬خصوصا‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬جهة‭ ‬ربحية،‭ ‬هدفها‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬الحساب؛‭ ‬لأنها‭ ‬تعتبر‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬جهة‭ ‬منافسة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬يشوب‭ ‬المواد‭ ‬الإعلامية‭ ‬من‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬الصياغة‭ ‬عند‭ ‬إعادة‭ ‬النشر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬قد‭ ‬تصاب‭ ‬المعاني‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬المواد‭.‬

ينبغي‭ ‬تأطير‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بأداء‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانوني؛‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بممارسة‭ ‬حقوقها‭ ‬الصحافية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬مجهودات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحافية،‭ ‬أو‭ ‬تحوير‭ ‬محتوياتها،‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النشر‭ ‬لموادها‭ ‬الخاصة،‭ ‬فهذا‭ ‬التحدي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬المعايير‭ ‬والاشتراطات‭ ‬القانونية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتنظيم‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز،‭ ‬أو‭ ‬تضر‭ ‬بمصالح‭ ‬المؤسسات‭ ‬أو‭ ‬المواقع‭ ‬أو‭ ‬الحسابات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المجال‭.‬