ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد.. أرباب الإخوان.. الطورانيون

| د. طارق آل شيخان الشمري

كان‭ ‬لدى‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬الطوراني‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طردته‭ ‬أوروبا‭ ‬ووقفت‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬ضد‭ ‬فكرة‭ ‬أوروبية‭ ‬أحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬القوقاز،‭ ‬وتسويق‭ ‬أنفسهم‭ ‬كجزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الأوروبي،‭ ‬لهذا‭ ‬تحالف‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬حزب‭ ‬يميني‭ ‬قومي‭ ‬عنصري‭ ‬للوصول‭ ‬للحكم،‭ ‬وتم‭ ‬لهم‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تناقض،‭ ‬فكيف‭ ‬لحزب‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬والروح‭ ‬الإسلامية‭ ‬أن‭ ‬يتحالف‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬يؤمن‭ ‬بالنزعة‭ ‬العرقية‭ ‬والعنصرية‭ ‬التي‭ ‬حاربها‭ ‬الإسلام‭! ‬وكيف‭ ‬للإخوان‭ ‬مهاجمتنا‭ ‬والقول‭ ‬إننا‭ ‬عنصريون‭ ‬بنزعة‭ ‬جاهلية،‭ ‬فقط‭ ‬لأننا‭ ‬وصفنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأننا‭ ‬عرب‭ ‬مسلمون،‭ ‬أكرر‭ ‬“عرب‭ ‬مسلمون”،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬رقصوا‭ ‬فرحا‭ ‬للقومية‭ ‬الطورانية‭ ‬وهذا‭ ‬التحالف‭ ‬القومي‭ ‬العنصري؟

على‭ ‬العموم،‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬بقيادة‭ ‬أوباما‭ ‬والخامنئي‭ ‬والمنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني،‭ ‬وانضم‭ ‬لاحقا‭ ‬لهم‭ ‬شعوبيو‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية،‭ ‬قدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬ودعم‭ ‬سياسي‭ ‬ومالي‭ ‬وإعلامي‭ ‬وديني‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬ومنهم‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني،‭ ‬كون‭ ‬الإخوان‭ ‬سيفتحون‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬والبلاد‭ ‬العربية‭ ‬لكي‭ ‬تطأ‭ ‬قدمه‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬الطاهرة،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بقاعدة‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬ستكون‭ ‬الأرض‭ ‬الخليجية‭ ‬كلها‭ ‬له،‭ ‬وسيكون‭ ‬الخليجيون‭ ‬طوال‭ ‬أعمارهم‭ ‬هاتفين‭ ‬مطبلين‭ ‬ممجدين‭ ‬له‭. ‬وستصبح‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا‭ ‬والمغرب‭ ‬والسودان‭ ‬وسوريا‭ ‬ومصر‭ ‬وموريتانيا‭ ‬تابعة‭ ‬للتحالف‭ ‬الطوراني‭ ‬اليميني‭ ‬العرقي،‭ ‬وسيضل‭ ‬العرب‭ ‬يهتفون‭ ‬باسم‭ ‬هذا‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬للأبد‭.‬

وعليه،‭ ‬وجد‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬دعما‭ ‬من‭ ‬أوباما‭ ‬ومشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬وأحفاد‭ ‬الوثنيين‭ ‬الطورانيين‭ ‬القوقاز‭ ‬وشعوبيي‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬الأربع،‭ ‬لكن‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬انتفض‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬وأزال‭ ‬عصابة‭ ‬الإخوان‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬مصر،‭ ‬ليبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬أبناء‭ ‬وأحفاد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬تطهير‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬رجس‭ ‬الإخوان،‭ ‬وآخر‭ ‬ذلك‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬وإسقاطهم‭ ‬بالانتخابات‭ ‬التونسية‭ ‬الأخيرة‭.‬

إنها‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬يده‭ ‬بيد‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فهاهو‭ ‬أوباما‭ ‬يذكره‭ ‬ترامب‭ ‬الآن‭ ‬بالذل‭ ‬والمهانة‭ ‬لأنه‭ ‬مرغ‭ ‬أنف‭ ‬وعظمة‭ ‬أميركا،‭ ‬وهاهو‭ ‬الخامنئي‭ ‬يتجرع‭ ‬الآن‭ ‬السم‭ ‬بعد‭ ‬هجمات‭ ‬أرامكو،‭ ‬وهاهم‭ ‬شعوبيو‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية‭ ‬يخسرون‭ ‬أشقاءهم‭ ‬بعد‭ ‬رهانهم‭ ‬على‭ ‬حلفاء‭ ‬لم‭ ‬ينفعوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬وهاهو‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬حلمه‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬وخصوصا‭ ‬سوريا‭ ‬قد‭ ‬انهار‭ ‬وزال‭ ‬بعد‭ ‬فقده‭ ‬أوروبية‭ ‬بلاده‭. ‬وهاهو‭ ‬يفقد‭ ‬أيضا‭ ‬احترام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وهاهو‭ ‬يفقد‭ ‬الكراسي‭ ‬كرسيا‭ ‬تلو‭ ‬كرسي،‭ ‬وهاهو‭ ‬يفقد‭ ‬أيضا‭ ‬أصدقاءه‭ ‬واحدا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬وهاهم‭ ‬الإخوان‭ ‬يذهبون‭ ‬لمزبلة‭ ‬التاريخ‭.‬