سوالف

عالم السياسة مليء بالزيف والكذب

| أسامة الماجد

ثمة‭ ‬حقيقة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلاقات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الصهيونية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬إيران‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬آسيوية‭ ‬تعترف‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬وتتبادل‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬معه،‭ ‬وافتتحت‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬اعترافها‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬مفوضية‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬أغلقت‭ ‬بعد‭ ‬حركة‭ ‬مصدق‭ ‬ثم‭ ‬أعيد‭ ‬فتحها‭ ‬سنة‭ ‬1954،‭ ‬وقد‭ ‬اتسع‭ ‬مجال‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الشاه‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬وأخذت‭ ‬تتطور‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬بشكل‭ ‬مضطرد‭ ‬حتى‭ ‬وصول‭ ‬الملالي‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬التبجح‭ ‬والتباهي‭ ‬بمحاربة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ونصرة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أبواب‭ ‬التاريخ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مفتوحة‭ ‬مثل‭ ‬أبواب‭ ‬المخازن‭ ‬لمعرفة‭ ‬الحقيقة‭ ‬والمظاهر‭ ‬الإيرانية‭ ‬الكاذبة‭. ‬

عالم‭ ‬السياسة‭ ‬اليوم‭ ‬مليء‭ ‬بالزيف‭ ‬والكذب‭ ‬والطفيليات‭ ‬السامة،‭ ‬والطعنات‭ ‬الخفية،‭ ‬والرجل‭ ‬العاقل‭ ‬وحده‭ ‬يستطيع‭ ‬اكتشاف‭ ‬ومعرفة‭ ‬الحقيقة‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬وراء‭ ‬كواليس‭ ‬المحافل‭ ‬والمجالس،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أرسل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وحدات‭ ‬خاصة‭ ‬مدربة‭ ‬تدريبا‭ ‬خاصا‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬المظاهرات‭ ‬وأعمال‭ ‬التخريب‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لمساعدته‭ ‬على‭ ‬قمع‭ ‬وسحق‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬ضد‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وشاركت‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬جوا‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬المظاهرات‭ ‬وإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخفقت‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للانتفاضة‭ ‬حسب‭ ‬مقربين‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي‭.‬

والوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للحقيقة‭ ‬أن‭ ‬يهود‭ ‬إيران‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعوا‭ ‬بفضل‭ ‬التسهيلات‭ ‬والامتيازات‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬لهم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬جمع‭ ‬ثروات‭ ‬طائلة‭ ‬مكافأة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬دعمهم‭ ‬النظام،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الحماس‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬للتقارب‭ ‬بين‭ ‬الصهاينة‭ ‬وإيران‭ ‬بسبب‭ ‬كره‭ ‬العرب‭ ‬والحقد‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ومنطق‭ ‬التاريخ‭ ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬صورة‭ ‬العلاقة‭ ‬الوطيدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان‭.‬

العرب‭ ‬يريدون‭ ‬بطبعهم‭ ‬زرع‭ ‬مشاتل‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الطرقات،‭ ‬لكن‭ ‬ينبغي‭ ‬عليهم‭ ‬أيضا‭ ‬التفكير‭ ‬والتخطيط‭ ‬ومعرفة‭ ‬الوجوه‭ ‬المشوهة‭ ‬بالطاعون،‭ ‬عليهم‭ ‬استعمال‭ ‬المنطق‭ ‬في‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬الحياة‭ ‬وكل‭ ‬المعلومات‭ ‬متاحة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭.‬