مخالفة الشركات وسلطات “التجارة”

| د. عبدالقادر ورسمه

قانون‭ ‬الشركات‭ ‬البحريني‭ ‬لعام‭ ‬2018‭ ‬أدخل‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬2001،‭ ‬والتعديلات‭ ‬الجديدة‭ ‬منحت‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الشركة‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭. ‬ومنح‭ ‬السلطات‭ ‬للوزارة،‭ ‬في‭ ‬رأينا،‭ ‬أمر‭ ‬هام‭ ‬لأنه‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬بصفتها‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬اتخاذ‭ ‬ضوابط‭ ‬هامة‭ ‬بغرض‭ ‬تقنين‭ ‬وترشيد‭ ‬الأعمال‭.‬

من‭ ‬ضمن‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬للوزارة،‭ ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بالمسئولية‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬الجنائية،‭ ‬لوزارة‭ ‬“التجارة”‭ ‬عند‭ ‬ثبوت‭ ‬مخالفة‭ ‬أية‭ ‬شركة‭ ‬لأي‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لأحكامه،‭ ‬أو‭ ‬مخالفة‭ ‬أية‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالامتثال‭ ‬الضريبي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬تأمر‭ ‬الشركة‭ ‬المخالفة‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬مسبب،‭ ‬يخطَر‭ ‬به‭ ‬المخالف‭ ‬بأية‭ ‬طريقة‭ ‬ترتئيها‭ ‬الوزارة،‭ ‬بالتوَقُّف‭ ‬عن‭ ‬المخالفة‭ ‬وإزالة‭ ‬أسبابها‭ ‬وآثارها‭ ‬فوراً‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بذلك،‭ ‬للوزارة‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬قراراً‭ ‬مسببا‭ ‬تسبيباً‭ ‬كافياً‭ ‬باتخاذ‭ ‬أحد‭ ‬التدابير‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬ومنها‭ ‬وقْف‭ ‬القيد‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬أو‭ ‬توقيع‭ ‬غرامة‭ ‬إدارية‭ ‬تحتسب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬يومي‭ ‬لحمل‭ ‬المخالف‭ ‬على‭ ‬التوَقُّف‭ ‬عن‭ ‬المخالفة،‭ ‬عند‭ ‬ارتكابه‭ ‬المخالفة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬ومضاعفتها‭ ‬عند‭ ‬ارتكابه‭ ‬أية‭ ‬مخالفة‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يتجاوَز‭ ‬مجموع‭ ‬الغرامة‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬أو‭ ‬توقيع‭ ‬غرامة‭ ‬إدارية‭ ‬إجمالية‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يجاوِز‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬أو‭ ‬شطْب‭ ‬القيد‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭. ‬

‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬أعلاه،‭ ‬يتعين‭ ‬عند‭ ‬تقدير‭ ‬الغرامة‭ ‬مراعاة‭ ‬جسامة‭ ‬المخالفة،‭ ‬والعنت‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬من‭ ‬المخالِف،‭ ‬والمنافع‭ ‬التي‭ ‬جناها،‭ ‬والضرر‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬الغير‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأحوال،‭ ‬يكون‭ ‬تحصيل‭ ‬الغرامة‭ ‬بالطرق‭ ‬المقررة‭ ‬لتحصيل‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحَقة‭ ‬للدولة‭. ‬

هذه‭ ‬السلطات‭ ‬الممنوحة‭ ‬ل‭ ‬“التجارة”،‭ ‬تعطي‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬الصلاحيات‭ ‬لردع‭ ‬الشركات‭ ‬المخالفة،‭ ‬وعبر‭ ‬هذه‭ ‬الضوابط‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها‭ ‬الصحيح‭. ‬فعلى‭ ‬جميع‭ ‬الشركات‭ ‬الحرص‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬واتباع‭ ‬القانون‭ ‬والعمل‭ ‬المؤسسي‭. ‬