رؤيا مغايرة

قراءة في قرار جمعية الصحفيين الأخير

| فاتن حمزة

تلقت‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية‭ ‬مؤخراً‭ ‬شكاوى‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬صحافيين‭ ‬بمؤسسات‭ ‬صحافية‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬محتوى‭ ‬موادهم‭ ‬بحسابات‭ ‬إخبارية‭ ‬ربحية‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬القوانين‭ ‬المرعية‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬حالات‭ ‬نقل‭ ‬محتوى‭ ‬أعداد‭ ‬صحف‭ ‬محلية‭ ‬ورقية‭ ‬ومواقعها‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ومنصاتها‭ ‬الرسمية‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬ضوابط‭ ‬صون‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬بحق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭.‬

خطوة‭ ‬تشكر‭ ‬عليها‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬ورئيسة‭ ‬الجمعية‭ ‬الزميلة‭ ‬عهدية‭ ‬أحمد،‭ ‬فهذه‭ ‬الحسابات‭ ‬تقوم‭ ‬بنقل‭ ‬أخبارها‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬محلية‭ ‬بطريقتها‭ ‬ومستواها‭ ‬الفكري‭ ‬غير‭ ‬المؤهل‭ ‬للنشر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وعدم‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المؤلف‭ ‬والحقوق‭ ‬المجاورة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختيار‭ ‬أو‭ ‬ترتيب‭ ‬محتوياتها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

ولا‭ ‬يجيز‭ ‬القانون‭ ‬نقل‭ ‬الأخبار‭ ‬والمواد‭ ‬الصحافية‭ ‬المنشورة‭ ‬بصحف‭ ‬محلية‭ ‬دون‭ ‬استئذانها‭ ‬وموافقتها‭ ‬الكتابية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬ذكر‭ ‬اسم‭ ‬المصدر،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬أية‭ ‬مسألة‭ ‬وتقنينها‭ ‬أمر‭ ‬إيجابي‭ ‬ومطلوب‭ ‬لحسم‭ ‬الفوضى‭ ‬فيها،‭ ‬والقرار‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬بوادر‭ ‬الفلتان‭ ‬وعدم‭ ‬الانضباط‭ ‬تظهر‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الحسابات،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬لتطبيقها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تضيع‭ ‬الأمور‭ ‬وتتداخل‭ ‬في‭ ‬بعضها‭ ‬ويصعب‭ ‬على‭ ‬المعنيين‭ ‬تفسيرها،‭ ‬فبعض‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬حقا‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬بشكل‭ ‬آخر،‭ ‬ما‭ ‬يخرجه‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬مرحلي‭ ‬لهذا‭ ‬القانون‭ ‬باختيار‭ ‬بعض‭ ‬الحسابات‭ ‬المؤهلة‭ ‬والتعاون‭ ‬معها‭ ‬لنشر‭ ‬الخبر‭ ‬بطرق‭ ‬أوسع،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬مئات‭ ‬المتابعين‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منهم‭ ‬بعد‭ ‬إرشادهم‭ ‬لتبادل‭ ‬المنفعة‭ ‬المرجوة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬أهداف‭ ‬مشتركة‭ ‬تفيد‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭. ‬

لابد‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬بعض‭ ‬المؤهلين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬الفرصة‭ ‬وإعطائهم‭ ‬التعليمات‭ ‬وتقييدهم‭ ‬بشروط‭ ‬للنشر‭.‬

كما‭ ‬نأخذ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭ ‬كذلك‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جُل‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬بعضها‭ ‬يدار‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الوطن،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬آليات‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬عليهم؟‭!‬

دور‭ ‬جمعية‭ ‬الصحافيين‭ ‬تشكر‭ ‬عليه‭ ‬لحماية‭ ‬شؤون‭ ‬المهنة‭ ‬ومزاوليها،‭ ‬فمن‭ ‬يزاولها‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بخبرة‭ ‬وكفاءة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬عظيمة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬وضغوط‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬الحسابات‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬شحنها‭ ‬وبث‭ ‬الفرقة‭ ‬والفتن‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭.‬

كما‭ ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬محلي‭ ‬وخليجي‭ ‬يمنع‭ ‬كل‭ ‬حساب‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدوده‭ ‬ويخل‭ ‬بالآداب‭ ‬وينقل‭ ‬الإشاعات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسيء‭ ‬لمبادئنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬حسابات‭ ‬يتم‭ ‬تسكيرها‭ ‬لتنقية‭ ‬فضائنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ضرر‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عواقبه‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭.‬