عزة وكرامة الأمة العربية في خطر
| أسامة الماجد
تمر الأمة العربية اليوم بامتحان لم تشهده من قبل، فهناك من يحاول أن يجعلنا في حالة شلل وعزلة عن التطور البشري، والتحليل الموضوعي لأوضاعنا يجعلنا نتأكد ونقرر أن دولنا مستهدفة بانقلاب جذري في بنيان المجتمع، وهذا المشروع معد له مسبقا من قبل أعداء الأمة الذين وظفوا كل شيء لمحاربتنا على جميع الجبهات، فكل ما يدور في محيطنا يبعث على القلق والخوف، فالأميركان يضعون أنفسهم كحقل للتسويات وأنهم أصحاب الدور الأهم في المنطقة والمنقذون، والأوروبيون مازالوا يعتقدون بغطرستهم وإعجابهم بأنفسهم ونظرتهم المتعالية على الأمم الأخرى، وأنهم سيحتفظون بالتفوق إلى الأبد، في حين أن الحرب العالمية الثانية جاءت لتنهي ما تبقى من أسطورة أوروبا وأوهامها.
ينبغي أن نعرف أن للوطن العربي ساحة كبرى متميزة تجتمع فيها عناصر مهمة، موضوعية وذاتية للقيام بدور سياسي عالمي، بمعنى أن الدور السياسي للوطن العربي في ميزان القوى العالمية دور كبير ومؤثر، ما يجعل العرب أقوياء ويحتلون المراتب العليا في سلم القوة، فالورقة التي يملكها العرب لا يملكها الآخرون وحتى الدول العظمى، لكن غريبة هي الأحداث التي جعلت الدور السياسي العربي يتعرض لعمليات صعود وهبوط وقفزات ونكسات وانعطافات خلال العقود الأخيرة، وهذا ما شجع الأعداء والمتربصين والمنحطين على شاكلة “النظام الإيراني” أن يزيدوا مؤامراتهم وأحقادهم لطمس الدور الحضاري التقدمي للأمة العربية.
لست سياسيا، لكنني مجرد مواطن عربي أشعر بحركة غير طبيعية تستهدف هوية وطننا العربي الكبير من المحيط إلى الخليج وأصالته على الأصعدة كافة، الفكرية والآيديولوجية والاستراتيجية، فصورة العالم الراهن تقدم لنا مفاهيم تستهدف أمجادنا وعزتنا وكرامتنا، وعلى هذا الأساس وفي هذه المرحلة التاريخية الصعبة يجب على العرب إرساء قاعدة انطلاق شاملة من العمل المشترك وتعميق المنهجية وبناء موقف صارم وحازم من كل القوى التي تستهدفنا بتكتيكات مشبوهة.