من جديد

التراث غير المادي

| د. سمر الأبيوكي

أصبح‭ ‬للتراث‭ ‬مفهوم‭ ‬مغاير‭ ‬عن‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬فغالبا‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬نربط‭ ‬التراث‭ ‬بالماضي‭ ‬وأهازيجه‭ ‬وذكرياته،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التراث‭ ‬حاليا‭ ‬بات‭ ‬مرتبطا‭ ‬تمام‭ ‬الارتباط‭ ‬بحاضرنا‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬التراث‭ ‬العام،‭ ‬فالتراث‭ ‬غير‭ ‬مقصور‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬أثرية‭ ‬وبقايا‭ ‬لحضارات‭ ‬عاشت‭ ‬قبل‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬ومخلفات‭ ‬دول‭ ‬حقيقية‭ ‬تحكي‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬عن‭ ‬خبايا‭ ‬الماضي،‭ ‬التراث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مفهومه‭ ‬العام‭ ‬بات‭ ‬شريكا‭ ‬لحظيا‭ ‬وغير‭ ‬مادي‭ ‬نلمسه‭ ‬في‭ ‬أكلاتنا‭ ‬الشعبية‭ ‬وقصصنا‭ ‬الروائية‭ ‬وأغانينا‭ ‬الجميلة،‭ ‬ويتخطى‭ ‬ذلك‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تزهو‭ ‬به‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬كاشتهارنا‭ ‬بالنخيل‭ ‬وحبنا‭ ‬الخيل‭ ‬ووجود‭ ‬العيون‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬

ولأن‭ ‬المملكة‭ ‬قطعت‭ ‬شوطا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأثر‭ ‬وإبقائه‭ ‬ومعايشته‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬فقد‭ ‬بدى‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬اهتمامهم‭ ‬اللامحدود‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬الأثر‭ ‬والتراث‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم،‭ ‬فنجد‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬المتاحف‭ ‬البسيطة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬ديوانيته‭ ‬ومع‭ ‬أهله‭ ‬وأحبته،‭ ‬ونلمس‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬المطاعم‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬وبقوة‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬والاحتفالات‭ ‬والبيوت‭ ‬الأثرية‭ ‬وطريق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وعدد‭ ‬لا‭ ‬متناهي‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬تحيي‭ ‬تراثنا‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭.‬

بقي‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬كجيل‭ ‬واع‭ ‬متعلم‭ ‬أن‭ ‬نربط‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬بأدوات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬وأن‭ ‬نبتكر‭ ‬طرقا‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬إرثنا‭ ‬الحضاري‭ ‬المتمثل‭ ‬بالجانبين‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي‭ ‬حتى‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬العطاء‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬

 

ومضة‭: ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬لمعالي‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬مجهوداتها‭ ‬الحثيثة‭ ‬ودورها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬هي‭ ‬وفريق‭ ‬البحرين‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بحفظ‭ ‬تاريخنا‭ ‬الحالي‭ ‬قبل‭ ‬الماضي‭ ‬وعملها‭ ‬على‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬المحلية‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتفاصيلها‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬بها‭ ‬للعالمية‭.‬