هل سيردع المجتمع الدولي النظام الإيراني؟

| بدور عدنان

رفعت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قضية‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬منشأتي‭ ‬أرامكو‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬الدامغة‭ ‬المفضية‭ ‬لليقين‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬معملي‭ ‬البقيق‭ ‬وخريص‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرياض‭ ‬لم‭ ‬تحد‭ ‬عن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الدولية‭ ‬المتبعة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬دولية‭ ‬ومجتمع‭ ‬أممي،‭ ‬وهي‭ ‬ملتزمة‭ ‬كما‭ ‬تلتزم‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بميثاقها‭ ‬ومعاهداتها‭ ‬وبذلك‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭. ‬

الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬تخوض‭ ‬حربا‭ ‬أشبه‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بالباردة‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انسحبت‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬النووية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬عقيمة‭ ‬تارة‭ ‬وعلى‭ ‬تصريحات‭ ‬ترامب‭ ‬الطوباوية‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬عكس‭ ‬طهران‭ ‬التي‭ ‬تبادلها‭ ‬الحرب‭ ‬بقرصنة‭ ‬بحرية‭ ‬وإسقاط‭ ‬طائرات‭ ‬جوية‭ ‬وحروب‭ ‬بالوكالة‭. ‬

السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬حالياً‭ ‬هل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممثلاً‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والقطب‭ ‬الدولي‭ ‬الأبرز‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬حداً‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬المارق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬المملكة‭ ‬الملف‭ ‬الإرهابي‭ ‬مقروناً‭ ‬ومشفوعاً‭ ‬بالدلائل‭ ‬على‭ ‬طاولتهم؟‭ ‬شخصياً‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك‭ ‬فضعف‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬السابقة‭ ‬مؤشر‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬لجم‭ ‬جموح‭ ‬طهران،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدائمين‭ ‬أطراف‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬انسحب‭ ‬منها‭ ‬ترامب‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬ينسحبوا‭ ‬هم‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مصالح‭ ‬دولهم‭ ‬القومية‭ ‬تلتقي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ومع‭ ‬سريان‭ ‬الاتفاقية‭ ‬النووية‭.‬

يعلم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحكم‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬للدول‭ ‬هي‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬انعكاس‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬الداخلية‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المدخلات‭ ‬تبني‭ ‬مواقفها‭ ‬متجاهلة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬

 

ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى‭ ‬هو‭ ‬عين‭ ‬الصواب،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مخرجات‭ ‬وقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬متوائمة‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬لجم‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬لذا‭ ‬ستقوم‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ثبوت‭ ‬الجرم‭.‬