يوم القضاء على الأسلحة النووية

| عبدعلي الغسرة

من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬المُحبة‭ ‬للسلام‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬ويُمثل‭ ‬قرارها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬1946م،‭ ‬وأكدت‭ ‬الدورة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الأولى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬المعنية‭ ‬بنزع‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬1978م‭ ‬الأولوية‭ ‬لنزع‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭. ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬المستمرة‭ ‬ودعواتها‭ ‬المتتالية‭ ‬مازالت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬ازدياد،‭ ‬ما‭ ‬يُشكل‭ ‬خوفًا‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استخدام‭ ‬ولو‭ ‬واحد‭ ‬منها،‭ ‬والكُل‭ ‬يتذكر‭ ‬ما‭ ‬أحدثته‭ ‬القنبلتان‭ ‬النوويتان‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬ومآس‭ ‬على‭ ‬مدينتي‭ )‬هيروشيما‭ ‬وناكازاكي‭) ‬في‭ ‬1945م‭.‬

ولإزالة‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬أية‭ ‬كارثة‭ ‬نووية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وشعوبها‭ ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬سبتمبر‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للإزالة‭ ‬الكاملة‭ ‬للأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬رقم‭ (‬32/68‭) ‬في‭ ‬2013م،‭ ‬بهدف‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬أولًا،‭ ‬ولنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬وإذكاء‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأخطار‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬وفوائد‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬ثانيًا،‭ ‬وبحجم‭ ‬التكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬من‭ ‬صناعتها‭ ‬وبقائها‭ ‬ثالثًا،‭ ‬ورابعًا‭ ‬فإن‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬يُحقق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬ويجعل‭ ‬عالمنا‭ ‬خاليًا‭ ‬منها‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬لحظر‭ ‬تجارب‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬منها‭ ‬اتفاقية‭ ‬1963م،‭ ‬معاهدة‭ ‬تلاتيلولكو‭ ‬1967م،‭ ‬راروتونغا‭ ‬1985م،‭ ‬بليندايا‭ ‬1996م‭ ‬ومعاهدة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬2000م،‭ ‬وغيرها‭. ‬وفي‭ ‬29‭ ‬أغسطس‭ ‬2010م‭ ‬قام‭ ‬رئيس‭ ‬كازاخستان‭ ‬بتوقيع‭ ‬مرسوم‭ ‬بشأن‭ (‬إغلاق‭ ‬موقع‭ ‬سيميبتلانينسك‭ ‬للتجارب‭ ‬النووية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬آخر‭ ‬رأس‭ ‬حربي‭ ‬نووي‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬مايو‭ ‬1995م‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬“أنطونيو‭ ‬غوتيريش”‭ ‬أنه‭ ‬“مازال‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬سلاح‭ ‬نووي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬لهذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬شديدة‭ ‬الفتك‭ ‬والتدمير‭ ‬بأن‭ ‬تعرض‭ ‬عالمنا‭ ‬ومستقبل‭ ‬أولادنا‭ ‬للخطر”‭.‬

وتلتزم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمعاهدة‭ ‬عدم‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ (‬NPT‭) ‬وبجميع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬حظر‭ ‬استحداث‭ ‬وتخزين‭ ‬واستعمال‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬وتدميرها،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الهادفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬وتأمين‭ ‬منطقة‭ ‬خالية‭ ‬منها‭. ‬وقد‭ ‬سنت‭ ‬البحرين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التشريعات،‭ ‬ومنها‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬1‭) /‬2011م‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬التبليغ‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬حادث‭ ‬نووي،‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬2‭)/‬2004م‭ ‬بشأن‭ ‬التصديق‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬الحظر‭ ‬الشامل‭ ‬للتجارب‭ ‬النووية،‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬10‭)/‬2011م‭ ‬بالتصديق‭ ‬على‭ ‬برتوكول‭ ‬تطبيق‭ ‬الضمانات‭ ‬لمعاهدة‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والمراسيم‭ ‬الملكية‭ ‬والقرارات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لإبعاد‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬نووي‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭.‬