دقت الساعة: مدفن النفايات (2)

| يوسف الغتم

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جزيرة‭ ‬صغيرة‭ ‬المساحة،‭ ‬ويقع‭ ‬المدفن‭ ‬الهرم‭ ‬وسطها،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات،‭ ‬نظراً‭ ‬لمحدودية‭ ‬المساحة،‭ ‬والسؤال‭ ‬المطروح‭ ‬للوزارة‭! ‬كم‭ ‬مرة‭ ‬قام‭ ‬مسؤول‭ ‬بزيارة‭ ‬المدفن‭ ‬الحالي‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬وضعيته‭ ‬الحالية‭ ‬ورفع‭ ‬التقارير‭ ‬والصور‭ ‬الجوية‭ ‬للموقع‭ ‬وبيان‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬العملية‭ ‬والخطط‭ ‬التنفيذية‭ ‬المدعمة‭ ‬بالتواريخ‭ ‬الزمنية‭ ‬المحددة‭ ‬للوصول‭ ‬للغاية‭ ‬المنشودة؟

أما‭ ‬إسناد‭ ‬العمل‭ ‬للشركات‭ ‬الاستشارية‭ ‬لجني‭ ‬المال‭ ‬وتقديم‭ ‬تقارير‭ ‬وتوصيات‭ ‬لا‭ ‬تغني‭ ‬ولا‭ ‬تسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬ولذر‭ ‬الرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬وتخدير‭ ‬الكارثة‭ ‬بخصخصة‭ ‬المدفن‭ ‬الميت‭ ‬سريرياً‭ ‬لكسب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬فلا‭ ‬يحل‭ ‬الموضوع،‭ ‬وعلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمدفن‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السعة‭ ‬أوشك‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬القادمة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬البدء‭ ‬فوراً‭ ‬بمعالجة‭ ‬جذرية‭ ‬متكاملة‭ ‬لهذه‭ ‬القنبلة‭ ‬الموقوتة‭ ‬بيئيا‭.‬

المثل‭ ‬يقول‭ ‬أهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها‭ ‬فهناك‭ ‬المتخصصون‭ ‬والخبراء‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬البلديات‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬لو‭ ‬استطعنا‭ ‬الاستفاده‭ ‬والاستعانة‭ ‬بهم‭ ‬لكان‭ ‬خيراً‭ ‬لنا،‭ ‬ولا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالشركات‭ ‬الاستشارية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬خبراتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬أمر‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬على‭ ‬دائرة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬استشاريين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬العيون‭ ‬الزرقاء‭ ‬فقط‭ ‬فهي‭ ‬مصيبة‭! ‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬أتوجه‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬بعظيم‭ ‬الامتنان‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬بالبدء‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬المدفن‭ ‬ومعالجة‭ ‬النفايات‭ ‬بصورة‭ ‬عاجلة‭ ‬وشاملة‭ ‬نظراً‭ ‬للبطء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الوزارة،‭ ‬وأتقدم‭ ‬بمقترح‭ ‬بأن‭ ‬يتولى‭ ‬مهمة‭ ‬تطوير‭ ‬ومعالجة‭ ‬مدفن‭ ‬أو‭ ‬مكب‭ ‬النفايات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬وهو‭ ‬الجهاز‭ ‬الأقدر‭ ‬والأكفأ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة،‭ ‬فالأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬لجهود‭ ‬وطنية‭ ‬وخبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات،‭ ‬وأناشد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لشؤون‭ ‬البيئة‭ ‬رجل‭ ‬البيئة‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والمخلص‭ ‬والوفي‭ ‬لشعبه‭ ‬لانتشال‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬وإنقاذ‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة‭ ‬الموقوتة‭ ‬الضارة‭ ‬بيئيا،‭ ‬وما‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬سموه‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬مع‭ ‬المعنيين‭ ‬بالبلديات‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬لاهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬العليا‭ ‬بالشأن‭ ‬البيئي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬للبيئة‭ ‬ممثلا‭ ‬برئيسه‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينة‭ ‬الخبير‭ ‬البيئي‭ ‬المفعم‭ ‬بالنشاط‭ ‬والحيوية‭ ‬أقترح‭ ‬تكوين‭ ‬لجنة‭ ‬عليا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالخبراء‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البيئة‭. ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬خصخصة‭ ‬المدفن‭ ‬الهرم‭ ‬الحالي‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬نكملها‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬بقية‭.‬