قهوة الصباح

عندما أعزفُ في الحبِ مع قباني ودرويش ومستغانمي

| سيد ضياء الموسوي

‭(‬يعلّمني‭ ‬الحب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬ويتركني‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الورق‭). ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الورق‭ ‬أنزف،‭ ‬أتشظى‭ ‬كلماتٍ‭ ‬متيمة،‭ ‬وحروفا‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الانطفاء‭ ‬قناديلَ‭ ‬تعبثُ‭ ‬بالظلام،‭ ‬ولوعةَ‭ ‬قلبٍ‭ ‬استحال‭ ‬جرحا‭ ‬يتيما‭ ‬يلاحقُ‭ ‬ميتما‭ ‬أو‭ ‬خيمة‭ ‬ملجأٍ‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬زمن‭ ‬الهوية‭ ‬الضائعة‭ ‬بين‭ ‬أبحر‭ ‬غربةٍ‭ ‬ترتلُ‭ ‬أحزانها‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬الوجع‭ ‬الكبير،‭ ‬متسائلا‭: (‬أي‭ ‬علم‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬أصوات‭ ‬من‭ ‬نحب‭ ‬في‭ ‬أقراص،‭ ‬أو‭ ‬زجاجةِ‭ ‬دواء‭ ‬نتناولها‭ ‬سرا،‭ ‬عندما‭ ‬نصاب‭ ‬بوعكةٍ‭ ‬عاطفية‭ ‬بدون‭ ‬أن‭ ‬يدري‭ ‬صاحبها‭ ‬كم‭ ‬نحن‭ ‬نحتاجه؟‭).‬

ونحاول‭ ‬عبثًا‭ ‬تمزيقَ‭ ‬الذكريات‭ ‬كأوراقٍ‭ ‬علقتْ‭ ‬بقلبٍ‭ ‬مزقه‭ ‬الألمُ،‭ ‬نهرب‭ ‬من‭ ‬الذكرى‭ ‬إلى‭ ‬الذكرى،‭ ‬نقبّلُ‭ ‬الجرح

َ‭ ‬ونلثم‭ ‬شفتي‭ ‬خنجرٍ‭ ‬علّه‭ ‬يرفق‭ ‬بنا‭ ‬أو‭ ‬بالحنين‭.. ‬نسعى‭ ‬جاهدين‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬الوداع

ِ‭ ‬ليرفق‭ ‬بنا‭ ‬الفراقُ،‭ ‬نستبدلُ‭ ‬الوجوه‭ ‬ونلغي‭ ‬الأمكنة،‭ ‬ونغيرُ‭ ‬كل‭ ‬الأسماء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وداعا‭ ‬مغطى‭ ‬بقَسَم‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه،‭ ‬ثم‭ ‬نكتشف‭ (‬بدون‭ ‬الذاكرة‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬علاقةٌ‭ ‬حقيقيةٌ‭ ‬مع‭ ‬المكان‭.‬

‭(‬ثم‭ ‬ندرك‭ ‬خائبين،‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ )‬

 

عشرون‭ ‬عاما‭ ‬فوق‭ ‬درب‭ ‬الهوى

ولا‭ ‬يزال‭ ‬الدربُ‭ ‬مجهولا

فمرةً‭ ‬كنت‭ ‬أنا‭ ‬قاتلاً

وأكثر‭ ‬المراتِ‭ ‬مقتولا

عشرون‭ ‬عاماً‭.. ‬يا‭ ‬كتابَ‭ ‬الهوى

ولم‭ ‬أزل‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬

نحن‭ ‬لا‭ ‬نكتبُ‭ ‬إهداءً‭ ‬سوى‭ ‬للغرباء،‭ ‬وأما‭ ‬الذين‭ ‬نحبهم،‭ ‬فهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬وليسوا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭).‬

 

‎لا‭ ‬مبالاتُنا‭ ‬غرورٌ‭. ‬هروبُنا‭ ‬حضور‭ ‬ونومُنا‭ ‬يقضةٌ‭ ‬تعبث‭ ‬بالحلمِ‭ ‬وإلحاح‭ ‬مذلٌ‭ ‬لرؤيةِ‭ ‬المشتهى‭ ‬وجهًا‭ ‬واسما

‎أحبُ‭ ‬من‭ ‬الأسماءِ‭ ‬ما‭ ‬شابه‭ ‬اسمها‭ ‬ووافقهُ‭ ‬أو‭ ‬كانَ‭ ‬منهُ‭ ‬مُدانيا‭) ‬شتمُنا‭ ‬للحبيبِ‭ ‬قبلاتٌ‭ ‬مطرزة‭ ‬باللهفة،‭ ‬وتمنّعُنا‭ ‬اشتهاءٌ‭ ‬للقاء‭. (‬أن‭ ‬نكون‭ ‬ودودين‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يكرهوننا‭ ‬وقساةً‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يحبوننا،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬دونيةُ‭ ‬المتعالي‭ ‬وغطرسةُ‭ ‬الوضيع‭).‬

يشقينا‭ ‬نضجُنا‭ ‬العاطفيُ‭ ‬كلما‭ ‬شاخ‭ ‬القلبُ‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬صورةٍ‭ ‬مطابقة‭ ‬للحبيبة،‭ ‬نلحُ‭ ‬على‭ ‬قصَاصٍ‭ ‬لأيام‭ ‬لعبتْ‭ ‬فينا،‭ ‬نبكي‭ ‬لعافيةٍ‭ ‬عاطفية‭ ‬رُدمتْ‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬لقاء،‭ ‬كان‭ ‬نهايةَ‭ ‬لقاء‭ ‬وبدايةَ‭ ‬توقيعِ‭ ‬عقدٍ‭ ‬مع‭ ‬جرحٍ‭ ‬ملازم‭ ‬لنَفَسٍ‭ ‬لم‭ ‬نعرفه

‎ثمة‭ ‬لقاءٌ‭ ‬مخيف،‭ ‬يكبُر‭ ‬كلما‭ ‬ازداد‭ ‬وعيُنا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬أحدٍ‭ ‬يستحق‭ ‬سخاءَنا‭ ‬العاطفيَ،‭ ‬ولا‭ ‬أحدَ‭ ‬أهلٌ‭ ‬لأن‭ ‬نهدي‭ ‬له‭ ‬جنوننا‭.‬

‭(‬ولن‭ ‬نقبلَ‭ ‬هزيمتَنا‭ ‬في‭ ‬الحب،‭ ‬سنكابرُ‭ ‬ونكابرُ‭ ‬بنرجسيةٍ‭ ‬تكتنز‭ ‬ذلَ‭ ‬السؤالِ،‭ ‬وانتظارِ‭ ‬ولو‭ ‬رنةِ‭ ‬هاتفٍ‭ ‬كاذبةٍ‭ ‬فيها‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬عبقِ‭ ‬الذكرى‭ ‬أو‭ ‬غبارٍ‭ ‬مبثوثٍ‭ ‬من‭ ‬الأطلال‭ ‬أو‭ ‬شيء‭ ‬يعبث‭ ‬بقلب‭ ‬محتضر‭ ‬من‭ ‬نسمات‭ ‬الحبيبةِ،‭ ‬ولن‭ ‬يعترفَ‭ ‬قلبُ‭ ‬عاشقٍ‭ ‬مكابرٍ‭ ‬بالخسران‭ (‬لن‭ ‬يعترف‭ ‬حتى‭ ‬لنفسه‭ ‬بأنه‭ ‬خسرها‭. ‬سيدّعي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خسرته،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬لهما‭ ‬فراقا‭ ‬قاطعا‭ ‬كضربةِ‭ ‬سيفٍ،‭ ‬فهو‭ ‬يفضّلُ‭ ‬على‭ ‬حضورِها‭ ‬غيابا‭ ‬طويلا،‭ ‬وعلى‭ ‬المتع‭ ‬الصغيرة‭ ‬ألما‭ ‬كبيرا،‭ ‬وعلى‭ ‬الانقطاعِ‭ ‬المتكرر‭ ‬قطيعة‭ ‬حاسمة‭). ‬وما‭ ‬يجرحُ‭ ‬كبرياءنا،‭ ‬ويهزُ‭ ‬مملكةَ‭ ‬الحبِ‭ ‬وجمهوريةَ‭ ‬الإحساسِ‭ ‬أن‭ ‬يتقبلَ‭ ‬العاشقُ‭ ‬مهزلةً‭ ‬قدريةً،‭ ‬إن‭ ‬الحبيب‭ ‬يعيشُ‭ ‬حياته‭ ‬وما‭ ‬أنت‭ ‬سوى‭ ‬نادلٍ‭ ‬توضب‭ ‬طاولةَ‭ ‬التسامرِ‭ ‬لتنظرَ‭ ‬من‭ ‬بعيدٍ‭ ‬ضحكاتٍ‭ ‬أنت‭ ‬ملغي‭ ‬فيها،‭ ‬وحفلةً‭ ‬لست‭ ‬مدعوا‭ ‬لها‭!! ‬وسؤالٌ‭ ‬يتردد‭ ‬بنزف‭: ‬وهل‭ ‬موتُ‭ ‬ذكرى‭ ‬الحبيبِ‭ ‬خيرٌ‭ ‬من‭ ‬حياةٍ‭ ‬يتنعمُ‭ ‬بها‭ ‬دوننا‭ ‬وبئس‭ ‬حياةٌ‭ ‬له‭ ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬ملوكَها‭: (‬من‭ ‬الأسهل‭ ‬علينا‭ ‬تقبل‭ ‬موت‭ ‬ذكرى‭ ‬من‭ ‬نحب‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬فكرة‭ ‬فقدانه‭ ‬واكتشاف‭ ‬أن‭ ‬بإمكانه‭ ‬مواصلة‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬دوننا‭.‬

‭(‬قدريون‭ ‬نحن،‭ ‬وإن‭ ‬كرهنا‭ ‬غبنَ‭ ‬القدر،‭ ‬وعدم‭ ‬انصافه،‭ ‬وهل‭ ‬قدرنا‭ ‬أن‭ ‬نتعثر‭ ‬في‭ ‬الحب،‭ ‬فما‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬حب‭ ‬دائمة‭ ‬أو‭ ‬منتصرة‭ ‬مهما‭ ‬تعالت‭ ‬الضحكاتُ‭ ‬والتفتْ‭ ‬الأذرعُ‭ ‬واستعرتْ‭ ‬القبلاتُ‭ ‬حرائقَ‭ ‬وأهازيجَ،‭ ‬وتعسا‭ ‬للقدر‭ ‬يمحينا‭ ‬من‭ ‬قاموس‭ ‬المنتصرين‭ ‬في‭ ‬الحب،‭ ‬وتلك‭ ‬قصتنا‭):‬

إن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لنا‭ ‬لا‭ ‬نعثر‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬نتعثر‭ ‬به‭.‬

ولكثرة‭ ‬المنثورين‭ ‬ضحايا‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬الحب،‭ ‬وأزقته‭ ‬دليل‭ ‬مواساة‭ ‬لكل‭ ‬عاشق‭ ‬موتور‭ ‬وجريح‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مخذول‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬يردد‭: (‬لا‭ ‬أريد‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬غير‭ ‬بداياته‭).‬

حين‭ ‬ينتهي‭ ‬الحب،‭ ‬أدرك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حبا،‭ ‬إنه‭ ‬الحب‭ ‬كذبتنا‭ ‬الصادقة‭). ‬هو‭ ‬الحبُ‭ ‬وحدةٌ‭ ‬في‭ ‬الشتاء،‭ ‬وغربةٌ‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬مصايف‭ ‬بلا‭ ‬وصيف،‭ ‬وشواطئُ‭ ‬بلا‭ ‬حبيبةٍ،‭ ‬وفنجانُ‭ ‬قهوةٍ‭ ‬نحتسيه‭ ‬بلا‭ ‬طعم‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬ملوحةِ‭ ‬بحرٍ‭ ‬يعلق‭ ‬بترابه‭ ‬على‭ ‬شفتيين‭ ‬يبستا‭ ‬من‭ ‬دعاء‭ ‬للقاء‭ ‬الحبيبة‭ (‬من‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الحب،‭ ‬يخشى‭ ‬الشتاء‭... ‬أمّا‭ ‬أنا،‭ ‬فسأدخل‭ ‬في‭ ‬شجر‭ ‬التوت،‭ ‬حيث‭ ‬تحوّلني‭ ‬دودة‭ ‬القزّ‭ ‬خيطَ‭ ‬حرير،‭ ‬فأدخل‭ ‬في‭ ‬إبرة‭ ‬امرأةٍ‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬الأساطير،‭ ‬ثمّ‭ ‬أطير‭ ‬كشالٍ‭ ‬مع‭ ‬الريح‭). ‬وبعد‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬تخوما‭ ‬وأبحرا‭ ‬ومحيطاتٍ،‭ ‬نكتشفُ‭ ‬نهايتَنا‭ ‬الخائبةَ‭ (‬أتيتُ‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أصل‭.. ‬وجئتُ‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أعد‭). ‬وكل‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬بتكدس‭ ‬جمالهن‭ ‬لا‭ ‬تغري‭ ‬قلبًا‭ ‬يعشق‭ ‬كيمياء‭ ‬قلب‭ ‬ِمن‭ ‬أحب‭. ‬همست‭ ‬بأذنه‭ ‬اشتياقا‭ ‬بتمتمات‭ ‬الضجر‭: (‬أحببتك‭ ‬مرغما‭ ‬ليس‭ ‬لأنك‭ ‬الأجملُ،‭ ‬بل‭ ‬لأنك‭ ‬الأعمقُ،‭ ‬فعاشق‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬أحمق‭). ‬ونبحث‭ ‬عن‭ ‬حلم‭ ‬إضافي‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬حلم‭ ‬مرددين‭: (‬لا‭ ‬ليل‭ ‬يكفينا‭ ‬لنحلم‭ ‬مرتين‭). ‬

أيها‭ ‬العشاقُ،‭ ‬مزقوا‭ ‬الأغلفةَ،‭ ‬أدلقوا‭ ‬قارورةَ‭ ‬عطرٍ‭ ‬وهبت‭ ‬لغيركم‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬معطرةً‭ ‬من‭ ‬أنفاسكم،‭ ‬فلا‭ ‬تقبلوه‭ ‬حبيبا‭ ‬من‭ ‬ترككم‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الريح‭ ‬والعاصفة‭ ‬ببرد‭ ‬الثلج‭ ‬بلا‭ ‬معطف‭ ‬من‭ ‬القبلاتِ‭ ‬أو‭ ‬دفء‭ ‬الاحتضان‭: (‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تستحقك‭ .. ‬طرْ‭ ‬مع‭ ‬النورس،‭ ‬واسكنْ‭ ‬مع‭ ‬الريح،‭ ‬وصادق‭ ‬البرقَ،‭ ‬والعبْ‭ ‬مع‭ ‬زخات‭ ‬المطر‭ ‬لتنثرك‭ ‬الريحُ‭ ‬قلبا‭ ‬يليق‭ ‬به‭ ‬قلبٌ‭ ‬كبير‭....‬لا‭ ‬تحب‭ ‬أحدا‭ ‬يعاملك‭ ‬كأنك‭ ‬شخص‭ ‬عادي‭)‬،‭ ‬وابحثوا‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬لعل‭ ‬نصيبكم‭ ‬بين‭ ‬النجومِ‭ ‬القمرُ،‭ ‬وكن‭ ‬أنت‭ (‬وأسلّ‭ ‬من‭ ‬عدمي‭ ‬وجودي‭.. ‬كلّما‭ ‬احترق‭ ‬الجناحان‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وانبعثتُ‭ ‬من‭ ‬الرماد‭.. ‬أنا‭ ‬حوارُ‭ ‬الحالمين،‭ ‬عزفتُ‭ ‬عن‭ ‬جسدي‭ ‬وعن‭ ‬نفسي‭ ‬لأكملَ‭ ‬رحلتي‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬المعنى،‭ ‬فأحرقَني‭ ‬وغاب‭.. ‬أنا‭ ‬الغيابُ‭.. ‬أنا‭ ‬السماويُ‭ ‬الطريد‭).‬