ياسمينيات

الأب الوحش

| ياسمين خلف

فيديو‭ ‬صدم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شاهده،‭ ‬أب‭- ‬ويؤسفني‭ ‬أن‭ ‬أستخدم‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬به‭ ‬ويحط‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬الأبوة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬له‭ ‬بها‭ - ‬يعنف‭ ‬رضيعته‭ ‬ذات‭ ‬الأشهر،‭ ‬يضربها‭ ‬ويوجه‭ ‬لكمات‭ ‬لبطنها،‭ ‬ويجبرها‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬بشد‭ ‬رجليها‭ ‬حتى‭ ‬تحسب‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬أنك‭ ‬سترى‭ ‬كيف‭ ‬ستكسر‭ ‬الرجلين‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬الضخمتين،‭ ‬فيديو‭ ‬مؤلم‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬رؤيته‭.‬

خلال‭ ‬ساعات،‭ ‬خرج‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الوحش‭ ‬يبرر‭ ‬فعلته‭ ‬بأعذار‭ ‬قبيحة‭ ‬كفعله،‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يبرئ‭ ‬ساحته‭ ‬بأن‭ ‬الفيديو‭ ‬قديم،‭ ‬وأن‭ ‬زوجته‭ ‬تركت‭ ‬المنزل‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين‭ ‬تاركة‭ ‬وراءها‭ ‬أربعة‭ ‬أطفال،‭ ‬وأنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تسجيل‭ ‬الفيديو‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬نفسية،‭ ‬وأن‭ ‬نشر‭ ‬الفيديو‭ ‬جاء‭ ‬بنية‭ ‬كيدية‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الهاربة‭! ‬أعذار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُقبل،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمرر‭ ‬هكذا‭ ‬ويضيع‭ ‬حق‭ ‬تلك‭ ‬الرضيعة‭ ‬المعنفة،‭ ‬والتي‭ ‬لاقت‭ ‬ما‭ ‬لاقت‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬جسدي،‭ ‬وترهيب‭ ‬نفسي‭.‬

الحادثة‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بمكان‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬بالتقادم،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحاسب‭ ‬هذا‭ ‬الأب‭ ‬بحساب‭ ‬عسير،‭ ‬ليدرك‭ ‬حجم‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها،‭ ‬والذي‭ ‬بلاشك‭ ‬ارتكب‭ ‬غيرها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الطفلة‭ ‬وإخوتها‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الزوجة،‭ ‬والتي‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل‭ ‬أكثر‭ ‬فهربت،‭ ‬كما‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬محاسبة‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬سكتت‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغتفر‭.‬

في‭ ‬الغرب‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬وأخرى‭ ‬أهلية،‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتجرأ‭ ‬ويعنف‭ ‬أطفاله،‭ ‬فتحرمهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يقدروها،‭ ‬فتسحب‭ ‬ولايتهم‭ ‬منهم،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬توكل‭ ‬مهمتهم‭ ‬لأسر‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬الإنجاب،‭ ‬أو‭ ‬تتولى‭ ‬أسر‭ ‬متبرعة‭ ‬رعايتهم‭ ‬وسط‭ ‬أطفالهم،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بقاءهم‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الرعاية،‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬أولئك‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬الحماية‭ ‬والأمان‭ ‬بين‭ ‬أبويهم،‭ ‬والوقت‭ ‬حان‭ ‬لتوفير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬الحكومية،‭ ‬والتي‭ ‬تضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬كل‭ ‬مجرم‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬أو‭ ‬الأمهات،‭ ‬وتعاقبهم‭ ‬بالحبس‭ ‬والغرامات‭! ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إدخال‭ ‬أولئك‭ ‬الأطفال‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬برسوم‭ ‬إجبارية،‭ ‬بمثابة‭ ‬نفقة‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬تستقطع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬الراتب‭ ‬كي‭ ‬يرتدع‭. ‬

 

ياسمينة‭: ‬

البعض‭ ‬يخاف‭ ‬القانون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خوفه‭ ‬من‭ ‬الله‭.‬