لابد من وقفة جادة

| عباس العمران

يقول‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬إن‭ ‬الإهمال‭ ‬الإداري‭ ‬السم‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬عروق‭ ‬المؤسسة‭ ‬ببطء‭ ‬لكنهُ‭ ‬يودي‭ ‬بحياتها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر،‭ ‬هذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬مؤكد‭ ‬ومنطقي‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬عينين،‭ ‬ويؤكدون‭ ‬أن‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬لوقف‭ ‬انتشار‭ ‬السم‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬ممكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬بصورة‭ ‬سريعة‭ ‬ومحترفة،‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬المرضِ‭ ‬أو‭ ‬الموت‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إذا‭ ‬أردتَ‭ ‬أن‭ ‬تعرفَ‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً‭ ‬فما‭ ‬عليكَ‭ ‬سوى‭ ‬الاقتراب‭ ‬مسافةً‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬تسكنُ‭ ‬قلوب‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ستعرف‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬ارتكابه‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬إدارية‭ ‬مقيتة‭ ‬وقرارات‭ ‬مُجحفة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬المسؤول‭ ‬المتعجرف‭ ‬تُسبب‭ ‬الغبن‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬العاملين،‭ ‬ومن‭ ‬دونِ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬البوحِ‭ ‬والتنفيس،‭ ‬هذا‭ ‬هدرٌ‭ ‬حقيقي‭ ‬لدماء‭ ‬الإبداعِ‭ ‬والتطوير‭ ‬واستنزافٌ‭ ‬بشع‭ ‬لطاقات‭ ‬الأمل‭ ‬والعمل‭ ‬للموظف‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬سريع‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬الهدر‭ ‬للقدرات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إزالة‭ ‬حجر‭ ‬العثرة‭ ‬الجاثم‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬ونقل‭ ‬أو‭ ‬إقالة‭ ‬المسؤول،‭ ‬ما‭ ‬نقوله‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬جديدا‭ ‬ومبتكرا،‭ ‬بل‭ ‬قالتهُ‭ ‬لنا‭ ‬الدراسات‭ ‬وأكدتهُ‭ ‬لنا‭ ‬التجارب،‭ ‬بالمختصر‭ ‬نقولها‭ ‬وبصورة‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬مواربة،‭ ‬المسؤول‭ ‬المتعجرف‭ ‬والجاهل‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الإدارة‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬وضعهُ‭ ‬في‭ ‬الخانة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬وإبعاده‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجُ‭ ‬إلى‭ ‬مهارات‭ ‬علمية‭ ‬وشخصية‭ ‬متميزة‭.‬

نعم‭.. ‬المطلوب‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬المواطن‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬عملهِ،‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬بتنمية‭ ‬الطاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الشابة،‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬ينتهز‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬يُعطى‭ ‬لمصالحهِ‭ ‬الشخصية‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬جشع‭ ‬لا‭ ‬يكترث‭ ‬سوى‭ ‬بنفسه‭ ‬وأقاربه‭ ‬ويظلم‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬وضمير‭.‬