لمحات

لغتنا

| د.علي الصايغ

هناك‭ ‬أسر‭ ‬بحرينية‭ ‬كثيرة‭ ‬تعكف‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائها‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬مع‭ ‬إهمال‭ ‬واضح‭ ‬للغة‭ ‬الأم،‭ ‬بذريعة‭ ‬أنها‭ ‬لغة‭ ‬السوق،‭ ‬ولغة‭ ‬العالم‭ ‬الأولى،‭ ‬وهذا‭ ‬الإهمال‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأبناء‭ ‬أصبحوا‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬حتى‭ ‬الحديث‭ ‬بلغتهم‭ ‬الأساس،‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬باستخدام‭ ‬مفرداتها،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬شديد‭ ‬ويفضلون‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬للحديث‭ ‬والتعبير‭ ‬لسهولة‭ ‬ذلك‭ ‬عليهم‭ ‬حسب‭ ‬قولهم‭!‬

هذا‭ ‬التغير‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬العقلية‭ ‬التربوية،‭ ‬والتغير‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تنشئة‭ ‬الأجيال،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬مستقبلية،‭ ‬ونحن‭ ‬نلاحظ‭ ‬تبعات‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬يومنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬بامتداد‭ ‬تأثيراتها‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬فهو‭ ‬تهديد‭ ‬واضح‭ ‬لمكانة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وسيادتها‭ ‬على‭ ‬التعاملات‭ ‬والعلاقات‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬والقصد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطرح؛‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أية‭ ‬لغة‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬اللغة‭ ‬الأم،‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬تماماً،‭ ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬انتهجوا‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائهم،‭ ‬صاروا‭ ‬أمام‭ ‬وهن‭ ‬واضح‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬لغتهم‭ ‬الأم،‭ ‬والطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النتاج‭ ‬السلبي‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬غدا‭ ‬مضرباً‭ ‬للفخر‭ ‬لدى‭ ‬الآباء،‭ ‬فأي‭ ‬فخر‭ ‬تزعمون‭ ‬وأنتم‭ ‬تنالون‭ ‬من‭ ‬هويتكم،‭ ‬والمميز‭ ‬الأساس‭ ‬لكيانكم‭ ‬كأفراد‭ ‬ومجتمع‭.‬

لا‭ ‬ضير‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬نهج‭ ‬مستقبلي‭ ‬أساسه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬والمجابهة‭ ‬مع‭ ‬المستقبل‭ ‬بأدوات‭ ‬تناسبه،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نهمل‭ ‬الجانب‭ ‬الأهم،‭ ‬فمن‭ ‬الواجب‭ ‬جداً‭ ‬علينا‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬لغتنا‭ ‬الأساس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اكتساب‭ ‬لغة‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬دون‭ ‬إهمال‭ ‬لغتنا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬قد‭ ‬يجعلنا‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬كتابة‭ ‬سطرين‭ ‬دون‭ ‬أخطاء،‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬بلغة‭ ‬واهنة‭!.‬