مملكة البحرين ومكانتها في اجتماعات الأمم المتحدة

| زهراء عادل عيسى المرزوق

اكتسبت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬1971‭ ‬مكانة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬اجتماعاته‭ ‬العمومية‭ ‬ولجانه‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتحققت‭ ‬للبحرين‭ ‬إنجازات‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وقطعت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬آحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مسارًا‭ ‬أكثر‭ ‬تميزًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ليكون‭ ‬لها‭ ‬موقع‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارًا‭ ‬وتنمية‭ ‬ونهضة‭.‬

وهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬المتميزة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬ونذكر‭ ‬منها‭ ‬اعتماد‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للضمير‭ ‬بمبادرة‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬لاقت‭ ‬صدىً‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأوساط‭ ‬العالمية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬معاني‭ ‬ودلالات‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسموه‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬العالمي‭.‬

ومن‭ ‬المراحل‭ ‬المهمة‭ ‬تاريخيًا،‭ ‬والمسجلة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬المنظمة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الريادي‭ ‬انتخابها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيخة‭ ‬هيا‭ ‬بنت‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووصفها‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬للمنظمة‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬آنذاك‭ ‬بأنها‭ ‬“سيدة‭ ‬مؤثرة‭ ‬وجميع‭ ‬الدول‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬معها”،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭.‬

ومع‭ ‬افتتاح‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬والسبعين‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬ومناقشاتها‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬ستنطلق‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري‭ ‬بمشاركة‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬والوزراء،‭ ‬فإن‭ ‬وفد‭ ‬البحرين‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان‭ ‬للخبرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والفاعلة‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬وجهود‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ونزع‭ ‬السلاح‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬المرئيات‭ ‬والأفكار‭ ‬والمساهمات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬جهود‭ ‬المنظمة،‭ ‬ونستذكر‭ ‬هنا‭ ‬مقولة‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المشاركة‭ ‬تمثل‭ ‬“فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬لبحث‭ ‬سبل‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬ومعالجات‭ ‬مستدامة‭ ‬للأزمات‭ ‬والمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬والتوصل‭ ‬لرؤى‭ ‬بناءة‭ ‬داعمة‭ ‬لجهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وإرساء‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لأهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واستجابة‭ ‬لتطلعات‭ ‬الشعوب”‭.‬