كُلنـا شُركاء في السلام

| عبدعلي الغسرة

لأهمية‭ ‬السلام‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مبادئه‭ ‬وقيمه‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومثله‭ ‬العُليا‭ ‬ولحاجة‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬اعتمدت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬سبتمبر‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للسلام،‭ ‬فالسلام‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والسكينة،‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الحياة،‭ ‬ولضمان‭ ‬حق‭ ‬الحياة‭ ‬للأرض‭ ‬وحقوق‭ ‬شعوبها‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬الجميع‭ ‬بالسلام،‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬الجميع‭ ‬بجليل‭ ‬العافية‭ ‬وحُسن‭ ‬التعليم،‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬والعدالة،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المناخ‭ ‬خاليًا‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬البيئية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬موضوع‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬“العمل‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام”،‭ ‬الذي‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الهدف‭ (‬13‭) ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المناخ‭ ‬الجيد‭ ‬الملائم‭ ‬لحياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسيلة‭ ‬لسلامته‭ ‬وسلامة‭ ‬الأرض،‭ ‬فتغير‭ ‬المناخ‭ ‬يعني‭ ‬تغير‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالمناخ‭ ‬السيئ‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والتلوث‭ ‬أمور‭ ‬تُغير‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وتجعله‭ ‬مجبرًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُغادر‭ ‬بيته‭ ‬ودياره‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬السكينة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬والمناخ‭ ‬السيئ‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬والمياه‭ ‬وينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬الإنسانية‭. ‬

ومن‭ ‬وسائل‭ ‬مكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬“الاقتصاد‭ ‬الأخضر”‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الانبعاث‭ ‬المُلوِث‭ ‬للبيئة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناخية‭ ‬الجيدة‭ ‬لمجتمعاتنا‭. ‬إجراءات‭ ‬تملكها‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬وكل‭ ‬إنسان،‭ ‬فجميعنا‭  ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬إذكاء‭ ‬الوعي‭ ‬ونشر‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭ ‬وتعزيز‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬المستدامة،‭ ‬كلنا‭ ‬معنيون‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬وجمال‭ ‬البيئة،‭ ‬ومعنيون‭ ‬بدعم‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬اعتماد‭ ‬ممارسات‭ ‬رفيقة‭ ‬بالبيئة‭ ‬تحقق‭ ‬السلام‭ ‬لأرضنا‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬مُفعمة‭ ‬بالسلام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بحاجة‭ ‬الآخرين‭ ‬وجوعهم،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬قلوبنا‭ ‬رحيمة‭ ‬على‭ ‬مَن‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬الملاجئ‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يُظلله‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬فالحروب‭ ‬والجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والأمراض‭ ‬والإرهاب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وسدًا‭ ‬مانعًا‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬التوتر‭ ‬الإنساني‭ ‬والطبيعي‭ ‬يبحث‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬السلام،‭ ‬سلام‭ ‬النفس‭ ‬والديار،‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬يُهدد‭ ‬الإنسان‭ ‬ومستقبل‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬أرضه،‭ ‬نحن‭ ‬جميعًا‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬إحداث‭ ‬تحول‭ ‬جوهري‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬صحي‭ ‬ونظيف‭ ‬وآمن‭ ‬وصديق‭ ‬للبيئة،‭ ‬ويقينا‭ ‬نحن‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬أرض‭ ‬نستحق‭ ‬الحياة‭ ‬عليها‭ ‬لأننا‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬السلام،‭ ‬فيها‭ ‬تمحا‭ ‬آلامنا‭ ‬وتسمو‭ ‬آمالنا‭ ‬لتخفق‭ ‬راية‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬أرضنا،‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭.‬