ريشة في الهواء

الوضع خطر وهذا وقت اليقظة

| أحمد جمعة

في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاستثنائية‭ ‬كالتي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬حالياً،‭ ‬علينا‭ ‬كدول‭ ‬وقادة‭ ‬وشعوب،‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬بغاية‭ ‬اليقظة‭ ‬والحذر،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬جبهاتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬محمية‭ ‬بالكامل،‭ ‬وبأقصى‭ ‬درجات‭ ‬الأمن،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأمن‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭ ‬لأسباب‭ ‬خطيرة،‭ ‬بمقدمتها‭ ‬حماية‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬نائمة‭ ‬للعدو‭ ‬تتحرك‭ ‬بهذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات،‭ ‬وما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬حماها‭ ‬الله‭ ‬برهان‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬الاستهداف‭ ‬الموجه‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬بوجه‭ ‬التحديات‭ ‬متحدة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬واحدة‭ ‬وضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬موحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخطار،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تبرز‭ ‬حتمية‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬المحمية،‭ ‬الواعية،‭ ‬اليقظة‭ ‬والحذرة،‭ ‬فالوضع‭ ‬خطير‭ ‬جداً‭ ‬وأية‭ ‬شرارة‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬ستشعل‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها،‭ ‬وهنا‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬أعداء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬فرصتهم‭ ‬لاختراق‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭.‬

لقد‭ ‬مرت‭ ‬المنطقة‭ ‬بأحداث‭ ‬مماثلة‭ ‬بالقرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حروب‭ ‬وصراعات‭ ‬وتحديات،‭ ‬وكانت‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬حينها‭ ‬رؤيته‭ ‬الثاقبة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬ورأى‭ ‬سموه‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يرَه‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الفوضى‭ ‬السائدة‭ ‬وقتها،‭ ‬وثبت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬سداد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬وتتعامل‭ ‬معها‭ ‬بحكمة‭ ‬وحزم‭ ‬ويقظة‭ ‬وحذر،‭ ‬وقد‭ ‬جنبتنا‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬المحتملة‭ ‬لتلك‭ ‬الأخطار،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬المشتعلة‭ ‬والتهديدات‭ ‬والاستهداف‭ ‬للجبهات‭ ‬الداخلية‭ ‬لدولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬يعيد‭ ‬طرح‭ ‬الرؤية‭ ‬الداعمة‭ ‬للوحدة‭ ‬واليقظة‭ ‬وحتمية‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار،‭ ‬فأمننا‭ ‬الداخلي‭ ‬أساس‭ ‬الأمن‭ ‬الخارجي،‭ ‬فطالما‭ ‬جبهتنا‭ ‬الداخلية،‭ ‬شعوبا‭ ‬وقادة،‭ ‬بخير،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تندحر‭ ‬أمامها‭ ‬أية‭ ‬تهديدات‭ ‬خارجية،‭ ‬قوتنا‭ ‬الداخلية،‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬شعوبنا‭ ‬هي‭ ‬حصننا،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الانتباه‭ ‬للوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬ومراقبة‭ ‬كل‭ ‬التحركات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬ورصد‭ ‬كل‭ ‬الخطوات‭ ‬المشكوك‭ ‬فيها،‭ ‬وألا‭ ‬نستهين‭ ‬بأي‭ ‬جزء‭ ‬مهما‭ ‬صغر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬مندس‭ ‬أو‭ ‬متغلغل‭ ‬أو‭ ‬مخترق‭ ‬لأجهزتنا‭ ‬ومؤسساتنا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدمر‭ ‬ما‭ ‬بنيناه‭.‬

هذا‭ ‬الوقت‭ ‬خطير‭ ‬وبغاية‭ ‬الحساسية،‭ ‬ومن‭ ‬الضرورة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬الخطر‭ ‬كما‭ ‬تتوهم،‭ ‬هي‭ ‬مستهدفة‭ ‬مثلنا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نشبت‭ ‬حرب‭ ‬أو‭ ‬صراع‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬لذلك‭ ‬وأقولها‭ ‬بصراحة،‭ ‬لو‭ ‬بدت‭ ‬حكومة‭ ‬خليجية‭ ‬غير‭ ‬مكترثة‭ ‬بما‭ ‬يجري،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬متضامنة،‭ ‬فعلى‭ ‬الشعب‭ ‬هناك‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬يقظاً‭ ‬ومتضامناً‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬أشقائه‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهذا‭ ‬كفيل‭ ‬بحماية‭ ‬الجميع‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

لا‭ ‬تفقد‭ ‬ثقتك‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬العالم‭ ‬عكسك،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬انعكاس‭ ‬صورته‭.‬