وحدة الكلمة

| د. عبدالله الحواج

وحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬هي‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن،‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬لا‭ ‬تصفق،‭ ‬والأمل‭ ‬المعقود‭ ‬على‭ ‬النخب‭ ‬لم‭ ‬يضل‭ ‬بوصلته‭ ‬بعد،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يصيب‭ ‬الهدف‭ ‬ويحرك‭ ‬المؤشر‭ ‬الفاعل‭ ‬نحو‭ ‬رسالته‭ ‬الدائمة‭ ‬للأمة،‭ ‬“كلمتكم‭ ‬الواحدة‭ ‬هي‭ ‬السياج‭ ‬الآمن‭ ‬الضامن‭ ‬لاستقرار‭ ‬البلاد”،‭ ‬هكذا‭ ‬كانت‭ ‬الكلمات‭ ‬المعبرة‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬سموه‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

توحيد‭ ‬الصف‭ ‬يعني‭ ‬ضمن‭ ‬رؤى‭ ‬سموه‭ ‬توحيدًا‭ ‬للأمة،‭ ‬وتعبيدًا‭ ‬للسبل‭ ‬نحو‭ ‬مساراتها‭ ‬المؤمنة‭ ‬برخاء‭ ‬وازدهار‭ ‬المنطقة،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬وجهتها‭ ‬المقبلة‭.‬

الرؤى‭ ‬المحددة‭ ‬بأزمنة،‭ ‬والرسائل‭ ‬المقومة‭ ‬بتوقيت،‭ ‬والسجايا‭ ‬المتقمصة‭ ‬أحداثًا‭ ‬بعينها،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬عناصر‭ ‬لبناء‭ ‬النهضة،‭ ‬وعوامل‭ ‬لإقامة‭ ‬شعائر‭ ‬مفروشة‭ ‬دائمًا‭ ‬بالنوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬والوصايا‭ ‬المحمولة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭.‬

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يجتمع‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بمن‭ ‬هم‭ ‬أصبحوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬وبمن‭ ‬اختلفوا‭ ‬مع‭ ‬شيطنة‭ ‬الاختلاف،‭ ‬وانحازوا‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬المسافات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬مرشحة‭ ‬للتباعد،‭ ‬ومجهزة‭ ‬للانطلاق‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭.‬

إن‭ ‬سموه‭ ‬يجمع‭ ‬الشتات،‭ ‬يوحد‭ ‬الشمل‭ ‬ويضم‭ ‬جدارية‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬الحكايا‭ ‬القابلة‭ ‬للترجمة‭ ‬الفورية‭ ‬والإشارات‭ ‬المستعدة‭ ‬للتلاحم‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬المرحلة،‭ ‬بل‭ ‬ومع‭ ‬أهدافها‭ ‬وقدراتها‭ ‬الفذة‭ ‬على‭ ‬محاكاة‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭.‬

سموه‭ ‬لم‭ ‬يبخل‭ ‬ولم‭ ‬يدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاته‭ ‬المتعددة‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬لكل‭ ‬قطاع‭ ‬اقتصادي‭ ‬أو‭ ‬اجتماعي‭ ‬يعاني،‭ ‬ولكل‭ ‬مربط‭ ‬فرس‭ ‬يهتز‭ ‬ثباته‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الرخوة‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬ما‭ ‬أصابها‭ ‬من‭ ‬تشنجات‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق،‭ ‬ومماحكات‭ ‬الفهم‭ ‬غير‭ ‬الصادق‭ ‬للرأي‭ ‬الآخر‭.‬

بلادنا‭ ‬بلاد‭ ‬تسامح‭ ‬وعشرة‭ ‬وتكامل‭ ‬مع‭ ‬المختلف،‭ ‬بلادنا‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرنا‭ ‬نراها‭ ‬مهبطًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ينشد‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬متحركة‭ ‬لكل‭ ‬مؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬للود‭ ‬قضية،‭ ‬وأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الأزلي‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬الأفكار‭ ‬المضادة‭ ‬ويحولها‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستخدام‭ ‬الفوري‭ ‬والاستهلال‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬والاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬للنصيحة‭.‬

إن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بحكمته‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬فسيفساء‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المؤثرة‭ ‬مظهرًا‭ ‬تفاعليًا‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬إنه‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مرتقبًا‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬المنوطة‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬التنموي‭ ‬الطالع،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬منبر‭ ‬حر‭ ‬مستنير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬الاستقراء‭ ‬لحال‭ ‬اقتصادنا‭ ‬المتردد‭ ‬أحيانًا‭ ‬والواقف‭ ‬بثقة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التحديات‭ ‬أحيانًا‭ ‬أخرى‭.‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬مفترقات‭ ‬صعبة،‭ ‬ونكابد‭ ‬متغيرات‭ ‬ومفاجآت‭ ‬لم‭ ‬يحسب‭ ‬لها‭ ‬ألف‭ ‬حساب،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ندرك‭ ‬بأن‭ ‬نهضتنا‭ ‬في‭ ‬وحدتنا،‭ ‬وفشلنا‭ ‬في‭ ‬تشرذمنا‭ ‬وانكفائنا‭ ‬على‭ ‬ذواتنا‭ ‬الضيقة‭.‬

لكل‭ ‬منا‭ ‬حجر‭ ‬زاوية‭ ‬نحج‭ ‬إليه‭ ‬ونعتمد‭ ‬عليه،‭ ‬ولكل‭ ‬منا‭ ‬مآب‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬نسبر‭ ‬أغواره‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬طريق‭ ‬الوصول‭ ‬هو‭ ‬شق‭ ‬الأنفس‭ ‬والعرق‭ ‬الغزير‭.‬

إن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بدعمه‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ورعايته‭ ‬للصغير‭ ‬والكبير،‭ ‬وللعاجز‭ ‬قبل‭ ‬القدير،‭ ‬إنما‭ ‬يؤسس‭ ‬لثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬عنوانها‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬وآخر،‭ ‬ولا‭ ‬استثناء‭ ‬لمواطن‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مواطن‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬تقدم‭ ‬لدولة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والمراعاة‭ ‬للجميع‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬ردم‭ ‬الفجوات،‭ ‬وسد‭ ‬الثغرات‭ ‬هي‭ ‬فلسفة‭ ‬قيادة‭ ‬وإدارة‭ ‬حُكم‭ ‬وحماية‭ ‬وطن‭.‬