جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي.. الاحتفاء بالنماذج المضيئة

| عادل عيسى المرزوق

يوجز‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وصف‭ ‬“جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي”‭ ‬في‭ ‬عبارة‭ ‬جميلة‭ ‬للغاية،‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬وأهداف‭ ‬وركائز‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬ذات‭ ‬الصيت‭ ‬الواسع،‭ ‬بقوله‭: ‬“أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬وإبراز‭ ‬النماذج‭ ‬المضيئة‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬وبذلت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نهضة‭ ‬مجتمعها”،‭ ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬جائزة‭ ‬“بحرينية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية”‭ ‬اكتسبت‭ ‬هذه‭ ‬المكانة،‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الشرفات‭ ‬الجميلة‭ ‬لتكريم‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬ميزت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إقليميًا‭ ‬وعالميًا‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التميز‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬نسخها‭ ‬التسع،‭ ‬وهي‭ ‬تكمل‭ ‬حلقاتها‭ ‬لتحتفل‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭ ‬بمرور‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬انطلاقها،‭ ‬فإن‭ ‬سمو‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬وفي‭ ‬رؤيته‭ ‬للتكاتف‭ ‬كوسيلة‭ ‬ناجحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬المجتمع‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬استقراره‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتأصيل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطوع،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬سموه،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬استمدها‭ ‬من‭ ‬جده‭ ‬لأبيه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ومن‭ ‬جده‭ ‬لوالدته‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬المعاني‭ ‬السامية‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والخيري‭ ‬والتطوعي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الجائزة‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬كونها‭ ‬مناسبة‭ ‬سنوية؛‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬وعالمنا‭ ‬العربي،‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬يكرس‭ ‬قيم‭ ‬العطاء‭ ‬والبذل‭ ‬والتعاون؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬وتحقيق‭ ‬النماء‭ ‬المنشود‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬بهذه‭ ‬الزاوية‭ ‬إلى‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬الجائزة،‭ ‬وهي‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الفاعلة‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والجمعيات‭ ‬التطوعية‭ ‬ودعم‭ ‬جهود‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬العربية‭ ‬لخدمة‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬وتنمية‭ ‬قدرات‭ ‬ومواهب‭ ‬وإبداعات‭ ‬المتطوعين،‭ ‬وتوريث‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعميق‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬البصمات‭ ‬التطوعية‭ ‬وبين‭ ‬مختلف‭ ‬الأجيال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬التطوعية‭ ‬المختلفة‭ ‬إلى‭ ‬الفئات‭ ‬المستهدفة‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المناسب‭ ‬لميولهم‭ ‬وتخصصاتهم‭ ‬وأعمارهم‭ ‬مع‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخبرات،‭ ‬والجائزة‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬فعاليات‭ ‬برنامج‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬“نماء”‭ ‬الذي‭ ‬تنفذه‭ ‬جمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬وهذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الواعدة‭ ‬تشمل‭ ‬برامج‭ ‬متعددة‭ ‬كالمعسكر‭ ‬الشبابي‭ ‬العربي‭ ‬التطوعي،‭ ‬والملتقى‭ ‬السنوي‭ ‬لطلاب‭ ‬المدارس،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التطوع‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬والورش‭ ‬التدريبية،‭ ‬وكلها‭ ‬في‭ ‬معانيها‭ ‬ودلالاتها‭ ‬ترسخ‭ ‬قيم‭ ‬العطاء‭ ‬والإسهام‭ ‬الخيري‭ ‬والوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭.‬

كل‭ ‬تلك‭ ‬الركائز‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬نقلة‭ ‬جديدة‭ ‬عبر‭ ‬احتفال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬بإعلان‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬عن‭ ‬تدشين‭ ‬“مبادرة‭ ‬إعداد‭ ‬الشباب‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬البحرين”،‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬للتخطيط‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬والأمر‭ ‬المبشر‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬من‭ ‬المتميزين‭ ‬والمثابرين‭ ‬وذوي‭ ‬المبادرات‭ ‬والأفكار،‭ ‬لأن‭ ‬يقدموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومواهبهم‭ ‬للمناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬مبادرة‭ ‬واعدة‭ ‬تقدم‭ ‬فرصًا‭ ‬رائدة‭ ‬للشباب‭ ‬وتشحذ‭ ‬عزيمتهم‭ ‬وروح‭ ‬التنافس‭ ‬بينهم‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنهم‭.‬