فجر جديد

الحق في الحصول على المعلومة

| إبراهيم النهام

لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬القوية‭ ‬لعدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬المغردين‭ ‬والنشطاء‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بخصوص‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬أخيرًا‭ ‬بحق‭ ‬الآسيوي‭ ‬المخمور‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬حافلته‭ ‬بشكل‭ ‬معاكس‭ ‬لاتجاه‭ ‬السير،‭ ‬متسببًا‭ ‬بحادث‭ ‬شنيع‭ ‬أزهق‭ ‬روح‭ ‬شاب‭ ‬بحريني‭ ‬بريء‭.‬

الحكم‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬عقوبته‭ ‬السجن‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬النفاذ،‭ ‬والإبعاد‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬المحكومية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬موجة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬العقوبة‭ ‬“هنا”‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬مستوى‭ ‬الجرم‭ ‬نفسه،‭ ‬وحجم‭ ‬الضرر‭ ‬الناتج‭ ‬عنه‭. ‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أثار‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬آخر‭ ‬موجة‭ ‬مشابهة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬الشعبية،‭ ‬والذي‭ ‬صدر‭ ‬أخيرًا‭ ‬بحق‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬سب‭ ‬الذات‭ ‬الإلهية‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬بمجملة‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬مع‭ ‬النفاذ‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬وتلك،‭ ‬والتي‭ ‬يقف‭ ‬خلفها‭ ‬قضاة‭ ‬ذوو‭ ‬كفاءة‭ ‬وخبرة‭ ‬ومعرفة‭ ‬قديرة‭ ‬وجديرة،‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬فبرأيي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬حيثيات‭ ‬الأحكام‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأحداث‭ ‬الجدلية‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلي،‭ ‬ووضوح،‭ ‬درءًا‭ ‬للتساؤلات‭ ‬والقيل‭ ‬والقال‭.‬

المواطن‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬التام‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومة،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬يكفله‭ ‬له‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الخطوط‭ ‬الفاصلة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬المؤسساتي‭ ‬والمدني‭ ‬الحديث،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬البدايات‭.‬

واقع‭ ‬المرحلة‭ ‬اليوم،‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬5‭ ‬أو‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬فمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والإعلام‭ ‬الحر‭ ‬والمتدفق‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬على‭ ‬مصراعيها‭ ‬للناس‭ ‬لكي‭ ‬يعرفوا‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حولهم،‭ ‬والحل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬بالشفافية‭ ‬والوضوح‭ ‬معهم،‭ ‬كنهج‭ ‬للدولة‭ ‬القوية‭ ‬وليست‭ ‬الضعيفة‭.‬