عن مجاهدي خلق كبديل لنظام ولاية الفقيه (2)

| نزار جاف

اليوم،‭ ‬عندما‭ ‬تنظم‭ ‬الجالية‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬“المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية”‭ ‬–‭ ‬وتشكل‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬عموده‭ ‬الفقري‭-‬،‭ ‬معرضا‭ ‬مفتوحا‭ ‬في‭ ‬باحة‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأميركي‭ ‬لإحياء‭ ‬الذكرى‭ ‬31‭ ‬لمجزرة‭ ‬الإعدامات‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬ويحضره‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأميركي،‭ ‬إليوت‭ ‬إينغل،‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬حيث‭ ‬ألقى‭ ‬كلمة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ‬“نحن‭ ‬في‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري‭ ‬نقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ونطالب‭ ‬بمراعاة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران”،‭ ‬مشيرا‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الإعدامات‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬يتبوأون‭ ‬حاليا‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬ندا‭ ‬سياسيا‭ ‬مقتدرا‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وترد‭ ‬له‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬المجال‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬اقتحامه‭ ‬ببراعة،‭ ‬وإن‭ ‬اتصالات‭ ‬أجراها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬“بين‭ ‬روحاني‭ ‬وماكرون‭ ‬مثلا”‭ ‬أو‭ ‬بيانات‭ ‬أصدرتها‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ضد‭ ‬مشاركات‭ ‬عربية‭ ‬“مصرية‭ ‬وسعودية”‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬السنوية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬أثارته‭ ‬طهران‭ ‬ضد‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬صارت‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬فقط‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬ضمن‭ ‬تنظيمات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬ومجالس‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬تداعت‭ ‬عن‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أرجاء‭ ‬إيران،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬خارج‭ ‬إيران‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭.‬

مجلة‭ ‬“نيوزويك”‭ ‬الأميركية‭ ‬الشهيرة‭ ‬عندما‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭ ‬بخصوص‭ ‬مستقبل‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬قائلة‭ ‬“تعد‭ ‬حركة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬الحركة‭ ‬الأقدم‭ ‬والأفضل‭ ‬تنظيما‭ ‬والأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حركات‭ ‬المعارضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬دورها”،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬المهم‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأخيرة‭ ‬كما‭ ‬اعترف‭ ‬بذلك‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭.‬

منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬قادمة‭ ‬لا‭ ‬محال‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لطهران،‭ ‬وكل‭ ‬المساعي‭ ‬الجارية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترميم‭ ‬النظام‭ ‬غير‭ ‬مجدية‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تثبيت‭ ‬حقيقتين‭ ‬قاتلتين‭ ‬ضد‭ ‬النظام،‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ - ‬وكما‭ ‬اعترف‭ ‬روحاني‭ - ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يثق‭ ‬بالنظام،‭ ‬والثانية‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬“عدد‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران،‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف،‭ ‬كما‭ ‬اعترف‭ ‬بذلك‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬“حسين‭ ‬موسوي‭ ‬تبريزي”،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬أصبح‭ ‬كالكهل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬العطار‭ ‬أبدا‭ ‬إصلاح‭ ‬ما‭ ‬أفسده‭ ‬الدهر‭. ‬“إيلاف”‭.‬