سوالف

كن سعيدا طوال يومك وابتسم باستمرار

| أسامة الماجد

في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬كتب‭ ‬شاعرنا‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي‭ ‬شافاه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الزميلة‭ ‬“الوطن”‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭ ‬“أسامة‭ ‬الماجد‭ ‬وترجمة‭ ‬أوشو”‭ ‬قال‭ ‬فيه‭.. ‬“في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬أقول‭ ‬لنفسي‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬إن‭ ‬الكبار‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا،‭ ‬والذين‭ ‬يكادون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬أولادهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬وأنا‭ ‬أتعرف‭ ‬على‭ ‬“أوشو”،‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إنني‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬كتابات‭ ‬أوشو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الابن‭ ‬والصديق‭ ‬أسامة‭ ‬الماجد‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بترجمة‭ ‬كتاب‭ ‬لأوشو‭ ‬والظاهر‭ ‬أنه‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬كتاباته‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬أميركا”‭.‬

واليوم‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬وعصف‭ ‬الفكر‭ ‬أقدم‭ ‬لك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬ترجمتي‭ ‬لحكم‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الهندي‭ ‬“أوشو”‭: ‬إنه‭ ‬لمن‭ ‬السخف‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬بالحياة‭ ‬ومتاعبها،‭ ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬لماذا‭.. ‬لأنك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬زائر،‭ ‬مجرد‭ ‬زائر‭ ‬ستقضي‭ ‬كم‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الحياة‭ ‬وبعدها‭ ‬ستذهب،‭ ‬كن‭ ‬سعيدا‭ ‬طوال‭ ‬يومك‭.. ‬وابتسم‭ ‬باستمرار،‭ ‬ولا‭ ‬تجعل‭ ‬أية‭ ‬مشكلة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬تنسيك‭ ‬أنك‭ ‬زائر‭. ‬لقد‭ ‬خلقت‭ ‬الحياة‭ ‬لنعيشها‭ ‬سعداء‭ ‬لأننا‭ ‬ذاهبون‭ ‬عنها‭ ‬والمسافر‭ ‬لا‭ ‬يعبأ‭ ‬بمطبات‭ ‬السفر‭.‬

الحياة‭ ‬سر‭.. ‬لكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬التكيف‭ ‬والعيش‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬بالإمكان‭ ‬معرفتها‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬حل‭ ‬مشاكلها‭ ‬كما‭ ‬تحل‭ ‬المسائل‭ ‬الحسابية،‭ ‬لأن‭ ‬مشاكل‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬مشاكل‭ ‬بمفهومها‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه،‭ ‬إنها‭ ‬تحديات،‭ ‬فالحياة‭ ‬مغامرة‭.‬

دائما‭ ‬تقول‭ ‬كم‭ ‬يبعد‭ ‬الهدف‭ ‬عني؟‭ ‬وأنا‭ ‬أقول‭ ‬لك،‭ ‬هدفك‭ ‬بعيد‭ ‬جدا‭ ‬وقريب‭ ‬منك‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬إن‭ ‬قرب‭ ‬وبعد‭ ‬الهدف‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالمسافات،‭ ‬إنما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬“بنفسك‭.. ‬بداخلك”،‭ ‬أنت‭ ‬بنفسك‭ ‬وبنفسك‭ ‬فقط‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقرب‭ ‬أبعد‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

حاربوا‭ ‬الرغبة،‭ ‬لأن‭ ‬الرغبة‭ ‬أساس‭ ‬شقاء‭ ‬الإنسان،‭ ‬هل‭ ‬أضرب‭ ‬لكم‭ ‬مثلا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬الكريهة‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬الرغبة،‭ ‬كان‭ ‬صيادا‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬يصطاد‭ ‬غزالا،‭ ‬فهو‭ ‬سئم‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭ ‬والحيوانات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وعندما‭ ‬اصطاد‭ ‬غزالا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬فرح‭ ‬فرحا‭ ‬أسطوريا‭ ‬وقال‭ ‬لزملائه‭.. ‬لقد‭ ‬حققت‭ ‬أمنيتي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬أكل‭ ‬الغزال‭ ‬الذي‭ ‬اصطاده‭ ‬وشبع‭ ‬قفزت‭ ‬إلى‭ ‬ذهنه‭ ‬رغبة‭ ‬أخرى‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬استسلم‭ ‬لها‭ ‬وهي‭ ‬اصطياد‭ ‬نمر،‭ ‬ثم‭ ‬أسد،‭ ‬ثم‭ ‬فيل،‭ ‬وأخيرا‭ ‬لقي‭ ‬حتفه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬عندما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يصطاد‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!.‬