فجر جديد

مراكز التحفيظ المُباركة

| إبراهيم النهام

اشير‭ ‬بمتن‭ ‬مقال‭ ‬اليوم،‭ ‬بتقدير‭ ‬بالغ،‭ ‬لمآثر‭ ‬مراكز‭ ‬التحفيظ‭ ‬وتدريس‭ ‬العلوم‭ ‬القرآنية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تخرج‭ ‬سنوياً‭ ‬الحفظة،‭ ‬والمعلمين،‭ ‬والمجودين،‭ ‬وطلبة‭ ‬العلم،‭ ‬ممن‭ ‬يثرون‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بالخير‭ ‬وبالأمل‭ ‬الكثير‭.‬

هذه‭ ‬المراكز،‭ ‬هي‭ ‬منابر‭ ‬ضياء‭ ‬ونور،‭ ‬يقوم‭ ‬رجالاتها‭ ‬ونسائها‭ ‬بدور‭ ‬خالد‭ ‬وعظيم،‭ ‬بزمن‭ ‬كثر‭ ‬به‭ ‬اللغط،‭ ‬واللهو،‭ ‬والثقافات‭ ‬الدخيلة،‭ ‬والعميلة،‭ ‬يقومون‭ ‬بما‭ ‬نعجز‭ ‬عنه‭ ‬كأولياء‭ ‬أمور،‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائنا،‭ ‬وبناتنا،‭ ‬وربما‭ ‬أحفادنا‭ ‬من‭ ‬بعد‭.‬

وعني‭ ‬شخصياً،‭ ‬فلقد‭ ‬اهتممت‭ ‬بأن‭ ‬ادرج‭ ‬ابني‭ ‬خالد‭ (‬7‭ ‬سنوات‭) ‬في‭ ‬احدى‭ ‬هذا‭ ‬المراكز،‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬ابن‭ ‬الجزري‭ ‬الاسلامي‭ ‬بمنطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬أهمها‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬أن‭ ‬أعول‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬لأن‭ ‬تقوم‭ ‬بالدور‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭ ‬كاملاً‭.‬

فهنالك‭ ‬مسؤوليات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المدرسة،‭ ‬يتشاطر‭ ‬مسئوليتها‭ ‬الوالدين،‭ ‬كتعويد‭ ‬أبنائهم‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬والأهم‭ ‬اصطحابهم‭ ‬للمراكز‭ ‬القرآنية‭ ‬ولحلقات‭ ‬التحفيظ،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬علومها‭ ‬الربانية‭ ‬والمحمدية‭ ‬سمه‭ ‬ملازمة‭ ‬في‭ ‬شخصياتهم،‭ ‬وثقافاتهم‭ ‬حتى‭ ‬الممات‭.‬

ويقدم‭ ‬مركز‭ ‬ابن‭ ‬الجزري‭ ‬الاسلامي،‭ ‬نموذجا‭ ‬ناجحاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬وهو‭ ‬رأي‭ ‬تراكمي،‭ ‬بنيته‭ ‬على‭ ‬قناعاتي‭ ‬الشخصية،‭ ‬ومشاهداتي‭ ‬الشبه‭ ‬يومية‭ ‬هنالك‭ ‬مع‭ ‬ابني،‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬الصغار‭ ‬والمراهقين‭ ‬والكبار‭ ‬ايضاً‭.‬

فالمركز‭ ‬سباق‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وفي‭ ‬تدريس‭ ‬علومه‭ (‬لكلا‭ ‬الجنسين‭) ‬وينشر‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭ ‬وباهتمام‭ ‬تعاليم‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬على‭ ‬أصولها‭.‬

كما‭ ‬يقيم‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أداء‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬المهمة،‭ ‬الفعاليات‭ ‬والبرامج‭ ‬والرحلات‭ ‬المتنوعة،‭ ‬التي‭ ‬تثري‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الطلبة،‭ ‬وتفتحهم‭ ‬لهم‭ ‬آفاق‭ ‬رحبه‭ ‬وخيره‭ ‬من‭ ‬الثقة،‭ ‬والمودة،‭ ‬والتراحم،‭ ‬والتنافس‭ ‬الشريف‭.‬

هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬تعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬نجاحات‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها‭ ‬بهذا‭ ‬المضمار،‭ ‬ممثلة‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وبإدارة‭ ‬شؤون‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تحديداً،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تناضل‭ ‬لأداء‭ ‬واجبها‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭. ‬فشكرا‭ ‬لهم‭ ‬فرداً‭ ‬فرداً‭.‬