جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي وأهمية العمل الإنساني التطوعي
| عبدالعزيز الجودر
العمل التطوعي في بلادنا بدأ منذ بداية تشكل المجتمع البحريني وتميز دون غيره على أسس راسخة ومتينة، فالتراحم والمودة بين الناس جميعا قديمة تتجدد مع مرور الحقب والسنين، إذ أصبحت تلك الأعمال الجليلة سمة من سمات هذا الشعب الكريم، توارثها الأبناء عن أوائل أهل البحرين من الأجداد والآباء والجدات والأمهات.
ففي ثقافة الإنسان البحريني سلوكيات وقيم وصفات وطبائع جميلة عززتها الفطرة الإنسانية و”الفزعة” الإيجابية عند البحريني، كالكرم والطيبة والجود ونجدة الملهوف والوقوف مع المحتاج والتفرد بالأخلاق الحميدة والمحافظة على الجيرة وحب الخير للغير دون تفرقة بين أفراد البشر، والأهم من ذلك كله تمسك المجتمع المحلي بعقيدتنا الإسلامية وتعاليم ديننا العظيم والسير على نهجه في تعاملاتنا اليومية.
تلك الأسس والمبادئ والممارسات والمرتكزات التي يتحلى بها المجتمع البحريني ووقوف الدولة والحكومة معا في توفير الإمكانيات لتعزيز هذا العمل الرائد ساهم في ترسيخ الطمأنينة وتماسك أفراد المجتمع، والذي بدوره أدى إلى تقوية الأمن الاجتماعي والاستقرار النفسي في قلوب الجميع.
لذلك مجتمعنا المحلي لديه حصانة وقناعة وإيمان راسخ بأهمية وجود العمل التطوعي والسعي لتقويته ومواصلته ودعمه بكل الطرق والأساليب والمبادرات كي يستمر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
على إثر ذلك تأتي جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها التاسعة استمرارا للمبادرات البحرينية المباركة على مستوى وطننا العربي الكبير تقديرا وتشجيعا لكوكبة من المتطوعين على جهودهم، إضافة إلى زيادة وعي الأفراد بأهمية الانخراط في العمل التطوعي وتحفيزهم على روح المبادرة والعمل الإنساني التطوعي.
الاحتفالية التي تمت حديثا بهذا الخصوص تعد دعما وتحفيزا لدورهم الإنمائي الرائد وأعمالهم التطوعية ومشاركاتهم الفاعلة التي قاموا بها وإبراز النماذج المضيئة التي عملت وساهمت في تنمية أفراد المجتمعات العربية وإحياء القيم الإنسانية التي تتجلى في أروع صورها الحضارية. وعساكم عالقوة.