فجر جديد

“المواطن” وأصحاب السعادة

| إبراهيم النهام

كلها‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬ويبدأ‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬بمسئولية‭ ‬جديدة‭ ‬يتحملها‭ ‬ممثلو‭ ‬الشعب‭ ‬تجاه‭ ‬أبناء‭ ‬بلدهم،‭ ‬ممن‭ ‬يؤملون‭ ‬بهم،‭ ‬رغم‭ ‬العثرات،‭ ‬والسقطات،‭ ‬والهفوات،‭ ‬الخير‭ ‬الكثير؛‭ ‬لأنهم‭ ‬بنهاية‭ ‬المطاف‭ -‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬أصحاب‭ ‬سعادة‭- ‬فهم‭ ‬بحرينيون،‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الشارع،‭ ‬ويعون‭ ‬جيدا‭ ‬هموم‭ ‬الناس‭ ‬ومطالبهم‭ ‬واحتياجاتهم‭.‬

حلحلة‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطن،‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السعادة‭ ‬أمورا‭ ‬عدة،‭ ‬أولها‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ (‬الكتل‭) ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬توحيد‭ ‬الصف،‭ ‬وتتطلب‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬ندا‭ ‬للوزراء،‭ ‬وليسوا‭ ‬محابين‭ ‬لهم،‭ ‬وأن‭ ‬يتريثوا‭ ‬بقراراتهم،‭ ‬وأن‭ ‬يشاورا‭ ‬النواب‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة،‭ ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬به‭ ‬عيب،‭ ‬أو‭ ‬استنقاص‭ ‬لهم‭.‬

الأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬نتأمل‭ ‬ألا‭ ‬نرى‭ ‬أي‭ ‬تكود‭ ‬لممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الوزراء‭ ‬أثناء‭ ‬جلسات‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي،‭ ‬فبذلك‭ ‬تحبيط‭ ‬للناس،‭ ‬ورسائل‭ ‬سلبية‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬التفسير‭ ‬أو‭ ‬التوضيح‭.‬

نتأمل‭ ‬منهم‭ ‬أيضا‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬طرح‭ ‬المقترحات‭ ‬المستفزة‭ ‬للناس،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬الحدث،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬الموقف،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬اهتمامات‭ ‬وأولويات‭ ‬رب‭ ‬الأسرة،‭ ‬جودة‭ ‬المقترحات‭ ‬ليس‭ ‬بعددها،‭ ‬وإنما‭ ‬بنوعيتها‭ ‬وأثرها‭ ‬بحياة‭ ‬الناس،‭ ‬والأهم‭ ‬بإمكانية‭ ‬تطبيقها‭.‬

ونأمل‭ ‬منهم‭ ‬أيضا‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬دور‭ ‬الصحفي،‭ ‬فمهمتهم‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفساد‭ ‬والكشف‭ ‬عنه،‭ ‬وليس‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬الظهور‭ ‬بصفحات‭ ‬الجرائد،‭ ‬أو‭ ‬بمن‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬“لايكات”‭ ‬أو‭ ‬رتويت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬زملائه‭.‬

نتأمل‭ ‬كذلك‭ ‬تعاونهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تشريعات‭ ‬وقوانين‭ ‬اقتصادية‭ ‬طموحة‭ ‬تبعث‭ ‬الأمل‭ ‬للناس،‭ ‬وتوجد‭ ‬لهم‭ ‬المتنفس،‭ ‬قبالة‭ ‬ارتال‭ ‬الرسوم‭ ‬الجاثمة‭ ‬على‭ ‬صدورهم،‭ ‬والتي‭ ‬تباغتنا‭ ‬أخبارها‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬اللحظة‭ ‬والأخرى‭.‬

نتأمل‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬الكرام‭ ‬بأن‭ ‬يتذكروا‭ ‬دائما‭ ‬وهم‭ ‬جالسون‭ ‬على‭ ‬مقاعدهم‭ ‬الوثيرة‭ ‬بالمجلس،‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬جموعا‭ ‬تتنظر‭ ‬منهم‭ ‬التغيير،‭ ‬والأثر‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بتعاونهم،‭ ‬وتكاتفهم،‭ ‬وارتكازهم‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مبادراتهم‭ ‬وتشريعاتهم‭ ‬ومقترحاتهم‭.‬‭ ‬وإلى‭ ‬فجر‭ ‬جديد‭.‬