العدوان الحوثي على النفط السعودي

| عبدعلي الغسرة

شنت‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬هجومًا‭ ‬على‭ ‬منشأتين‭ ‬نفطيتين‭ ‬تابعتين‭ ‬لشركة‭ ‬أرامكو‭ ‬بمحافظة‭ ‬بقيق‭ ‬وهجرة‭ ‬خريص‭ ‬بشرق‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬والعملية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬الحوثيين‭ ‬أذرع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الحوثيين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬وحلفائهم‭ ‬على‭ ‬السعودية،‭ ‬بغية‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬الحوثيين‭ ‬الميدانية‭ ‬بفضل‭ ‬ملحمة‭ ‬الحزم‭ ‬والعزم‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬السعودية‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتحالفة‭ ‬ضد‭ ‬الشر‭ ‬الحوثي‭.‬

يوما‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬يثبت‭ ‬المعتدون‭ ‬عدم‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬واستمرارهم‭ ‬في‭ ‬اغتصاب‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وتسلطهم‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬وتعذيبه‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬اللاإنسانية‭ ‬لمعارضة‭ ‬سياستهم‭ ‬وتوجههم‭ ‬الطائفي،‭ ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬يُمارسون‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬وهم‭ ‬يرضعون‭ ‬من‭ ‬الثدي‭ ‬الإيراني‭ ‬المليء‭ ‬بالحقد‭ ‬على‭ ‬العروبة‭ ‬والإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وهي‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬منذُ‭ ‬1979م‭. ‬لقد‭ ‬نجح‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬أذرعته‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬ويحاول‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وفي‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬وفي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬من‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬السعودي،‭ ‬منها‭ ‬تعطيل‭ ‬قدرات‭ ‬السعودية‭ ‬النفطية،‭ ‬ما‭ ‬يعمل‭ ‬تاليًا‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬بغية‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬وقرارات‭ ‬واشنطن‭ ‬ودول‭ ‬الغرب‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬الهزائم‭ ‬الحوثية،‭ ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬اليمنيين‭ ‬حيث‭ ‬يتزايد‭ ‬رفضهم‭ ‬للحوثيين‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬وقيادتها‭ ‬وثرواتها،‭ ‬بل‭ ‬يُمثل‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬المُحبة‭ ‬للسلام‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬السعودية‭ ‬كعضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وثقلها‭ ‬السياسي‭ ‬والديني‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ولما‭ ‬تمثله‭ ‬الطاقة‭ ‬النفطية‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬حيوي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

تتمتع‭ ‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬بالصبر‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الألم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬العدوان،‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الرد‭ ‬عليه،‭ ‬وتستطيع‭ ‬التعامل‭ ‬بحكمة‭ ‬ووعي،‭ ‬فمن‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬وأتى‭ ‬فهو‭ ‬يحمل‭ ‬هوية‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬القابعة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقويض‭ ‬أمنها‭ ‬وزعزعة‭ ‬استقرارها‭ ‬وتشويه‭ ‬اقتصادها‭. ‬ويقينًا‭ ‬بأن‭ ‬مكان‭ ‬الإصابة‭ ‬سيتعافى‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬وسيعود‭ ‬كسابق‭ ‬عهده‭ ‬مُعززًا‭ ‬مكرمًا‭.‬

إن‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬قضاياها‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬المساس‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬الوطني،‭ ‬وتؤمن‭ ‬البحرين‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬سيجعل‭ ‬السعودية‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات،‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬السعودية‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬وحفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭. ‬آمين‭. ‬