لمحات

خدمات البث الجديدة

| د.علي الصايغ

تشهد‭ ‬خدمات‭ ‬البث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬طفرة‭ ‬جبارة؛‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجديدة‭ ‬المقدمة‭ ‬لخدمات‭ ‬بث‭ ‬مرنة،‭ ‬من‭ ‬مثل‭ (‬نتفلكس‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬البث‭ ‬العالمية،‭ ‬بدأت‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬شاشات‭ ‬العرض‭ ‬السينمائية،‭ ‬التي‭ ‬بدى‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قريب‭ ‬مضى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬منافستها‭!‬

بعض‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬تداركت‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬المباغت،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬بمزاحمتها‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬الأعمال‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬والأفلام‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وبأسعار‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬يد‭ ‬الجميع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬هاتفاً‭ ‬ذكياً‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬العروض‭ ‬الحديثة‭ ‬لآخر‭ ‬الأعمال‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬السينما،‭ ‬ولنخبة‭ ‬الفنانين‭ ‬والفنانات‭ ‬من‭ ‬عوالم‭ ‬هوليوود‭ ‬وبوليوود‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭.‬

باتت‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬تقدم‭ ‬الأعمال‭ ‬بدون‭ ‬حتى‭ ‬مضايقات‭ ‬الإعلانات‭ ‬التجارية؛‭ ‬التي‭ ‬تقطع‭ ‬استرسال‭ ‬المشاهد،‭ ‬وقد‭ ‬تثير‭ ‬غضبه‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الإعلان‭ ‬لا‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمامه،‭ ‬فتسارعت‭ ‬بعض‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية،‭ ‬ودشنت‭ ‬خدمة‭ ‬البث‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية،‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تتدارك‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التسارع‭ ‬الرهيب‭ ‬لخدمات‭ ‬البث،‭ ‬وتعاطيها‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف،‭ ‬وطبيعتها‭ ‬وكمية‭ ‬الرفاهية‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبلها‭.‬

هذه‭ ‬التحولات‭ ‬الجذرية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬خدمات‭ ‬البث،‭ ‬تستحضر‭ ‬تحولات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬أخرى،‭ ‬ومنها‭ ‬عالم‭ ‬الصحافة،‭ ‬وما‭ ‬شكله‭ ‬حضور‭ ‬الصحافة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ومدى‭ ‬مشاغبتها‭ ‬للصحافة‭ ‬المطبوعة،‭ ‬وعوداً‭ ‬ذي‭ ‬بدء،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬المتسارعة،‭ ‬والتي‭ ‬يصعب‭ ‬تجاهلها،‭ ‬أو‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عنها؛‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الجمهور،‭ ‬وازدياد‭ ‬لمستخدمي‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬الاستغناء‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬شاشات‭ ‬التلفاز‭ ‬أو‭ ‬شاشات‭ ‬العرض‭ ‬السينمائية،‭ ‬للبقاء‭ ‬رهن‭ ‬صندوق‭ ‬المتلقي‭ ‬الضيق‭ ‬المستقبل‭ ‬لسيل‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬اختلط‭ ‬بها‭ ‬الطالح‭ ‬بالصالح؟‭!.‬