اليوم الدولي للديمقراطية

| عبدعلي الغسرة

تحوي‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالديمقراطية‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬الشاملة‭ ‬لمكونات‭ ‬حياته،‭ ‬من‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬ومهنية‭ ‬وسياسية‭ ‬وحقوقية‭ ‬وثقافية،‭ ‬ولهذه‭ ‬المقومات‭ ‬الإنسانية‭ ‬جعلت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬يومًا‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬واستعراض‭ ‬تاريخها‭ ‬وحالتها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتتفق‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ويحظى‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬لكن‭ ‬رؤاها‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬وتطبيقها‭ ‬يختلف‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬وأخرى‭.‬

وقد‭ ‬سنت‭ ‬الدول‭ ‬مبدأ‭ ‬“الديمقراطية”‭ ‬كبند‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬دساتيرها،‭ ‬وتوجته‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬السياسية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬من‭ ‬البنود‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعهود‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬كحق‭ ‬مدني‭ ‬وسياسي‭ ‬إنساني‭ ‬لجميع‭ ‬البشر،‭ ‬وغياب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وتدني‭ ‬مستوى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والحريات‭ ‬المدنية‭ ‬الأخرى‭. ‬

هناك‭ ‬علاقة‭ ‬طردية‭ ‬بين‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ورخاء‭ ‬الدولة‭ ‬ونماء‭ ‬شعبها،‭ ‬فالديمقراطية‭ ‬تكفل‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬والإنصاف‭ ‬لجميع‭ ‬المكونات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية،‭ ‬فالديمقراطية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬شعارات‭ ‬ومواقف‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالناس،‭ ‬ولبنة‭ ‬أساسية‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وعنصر‭ ‬مهم‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

إن‭ ‬سبب‭ ‬انتشار‭ ‬العُنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والحروب‭ ‬والكراهية‭ ‬والتعصب‭ ‬والطائفية‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وعدم‭ ‬كفاءة‭ ‬ممارستها،‭ ‬وضعف‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالاحتفاء‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التذكير‭ ‬بمبادئ‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وحث‭ ‬المنظمات‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬العُنف،‭ ‬وإسكات‭ ‬صوت‭ ‬السلاح،‭ ‬وإعلاء‭ ‬منابر‭ ‬الحرية‭ ‬والرأي،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ومن‭ ‬سمات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬ونشر‭ ‬مبادئ‭ ‬وثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتواؤم‭ ‬النُظم‭ ‬الانتخابية‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الدولية،‭ ‬وللأسف‭ ‬هناك‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬مشبوهة‭ ‬تكيد‭ ‬لديمقراطية‭ ‬البحرين‭ ‬وتشن‭ ‬عليها‭ ‬حملات‭ ‬مسعورة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬وبعيدة‭ ‬كُليًا‭ ‬عن‭ ‬منابع‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحملات‭ ‬المسعورة‭ ‬مازالت‭ ‬البحرين‭ ‬ترتقي‭ ‬بالنهج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬التشاركي‭ ‬سعيًا‭ ‬لارتقاء‭ ‬البحرين‭ ‬والإنسان‭ ‬البحريني‭.‬

“الديمقراطية‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وعنصر‭ ‬مهم‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة”‭.‬