ريشة في الهواءالبحرين الأولى عالمياً في إسعاد الأجانب!

| أحمد جمعة

للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬تفوز‭ ‬البحرين،‭ ‬مرة‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الخامسة‭ ‬ومرة‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى‭! ‬بالعالم،‭ ‬بأنها‭ ‬المكان‭ ‬الأفضل‭ ‬لعيش‭ ‬الأجانب،‭ ‬وهذا‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬ودليل‭ ‬على‭ ‬رحابة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬الآخر‭ ‬والعيش‭ ‬معه،‭ ‬بسلام‭ ‬وتسامح،‭ ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬نعتز‭ ‬بها‭ ‬ونتباهى‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬خصوصا‭ ‬أمام‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬دأبوا‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذه‭ ‬خلاصة‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬سأعقب‭ ‬عليه‭ ‬لو‭ ‬سمحتم‭ ‬بعد‭ ‬قراءته‭.‬

تصدرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كأفضل‭ ‬بلد‭ ‬يحبذ‭ ‬الأجانب‭ ‬العيش‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬المسح‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬بنك‭ ‬هونج‭ ‬كونغ‭ ‬وشنغهاي،‭ ‬وصوت‭ ‬66‭ % ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬شملهم‭ ‬المسح‭ ‬بأنهم‭ ‬سعيدون‭ ‬للغاية‭ ‬بالعيش‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأرجعوا‭ ‬ذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسية،‭ ‬أبرزها‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬بلد‭ ‬منفتح،‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬متواضع،‭ ‬وأنه‭ ‬يسهل‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬أوساطه‭ ‬وتكوين‭ ‬الصداقات‭.‬

“وتمثل‭ ‬البحرين،‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬جذبا‭ ‬للجنسيات‭ ‬الأخرى‭ ‬للسكن‭ ‬والعيش‭ ‬فيها،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬ذلك،‭ ‬ومثلما‭ ‬يوضح‭ ‬المسح‭ ‬المذكور‭ ‬آنفا،‭ ‬إضافة‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬سلفا،‭ ‬بيئتها‭ ‬الجاذبة‭ ‬للأعمال،‭ ‬وحب‭ ‬المجتمع‭ ‬للغير،‭ ‬وتعايش‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والتسامح‭ ‬والثقة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬حاضنة‭ ‬للكل‭ ‬وبوتقة‭ ‬ينصهر‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬موضع‭ ‬ترحيب‭ ‬من‭ ‬أهلها”‭.‬

هذا‭ ‬الكلام‭ ‬يمثل‭ ‬فخرا‭ ‬واعتزازا‭ ‬ويسد‭ ‬أبواق‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬قمع‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬والعقائدية‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وغيرها،‭ ‬ويقفز‭ ‬هنا‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬والأخطر‭ ‬والمسكوت‭ ‬عنه‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مرتبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمستوى‭ ‬العيش‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني؟

أترك‭ ‬للقراء‭ ‬التعليق،‭ ‬وأذهب‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬السعادة،‭ ‬وهل‭ ‬البحريني‭ ‬سعيد؟‭ ‬وبأية‭ ‬درجة؟‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مجال؟

السعادة‭ ‬تشمل‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والسكن‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬المريح،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬لكن‭ ‬بحسب‭ ‬الواضح‭ ‬ومما‭ ‬يُقرْأ‭ ‬ويُسمع‭ ‬ويشاهد،‭ ‬بعد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التقشفية،‭ ‬بدا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬بقرارات‭ ‬رفع‭ ‬الرسوم‭ ‬وفرض‭ ‬الضرائب،‭ ‬وهذه‭ ‬إجراءات‭ ‬فُرِضت‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وحدها،‭ ‬ويمكن‭ ‬التكيف‭ ‬معها‭ ‬وتحملها،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬الذي‭ ‬تركت‭ ‬الإجابة‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العيش‭ ‬فيها،‭ ‬فأين‭ ‬مرتبة‭ ‬المواطن؟‭ ‬هل‭ ‬نجري‭ ‬مسحا‭ ‬للمواطن‭ ‬ونرى‭ ‬مدى‭ ‬سعادته‭ ‬في‭ ‬بلده؟‭ ‬أتمنى‭ ‬السعادة‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬تحيز‭ ‬أو‭ ‬إقصاء،‭ ‬فالمجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬مواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيها‭ ‬والأجانب‭ ‬العاملين‭ ‬فيها،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬حدثت‭ ‬تفرقة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والمرافق‭ ‬لغير‭ ‬صالح‭ ‬المواطن؟‭ ‬هل‭ ‬نعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬مقبولاً؟‭ ‬لديكم‭ ‬الجواب‭.‬

 

تنويرة‭:

‬السير‭ ‬بالاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬يُجدي‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬اتجاه‭ ‬السير‭ ‬مخالفاً‭.‬