سوالف

باب الوزير والمسؤول مقفل

| أسامة الماجد

بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لا‭ ‬يفرقون‭ ‬بين‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود،‭ ‬وكل‭ ‬الطرق‭ ‬المؤدية‭ ‬إليهم‭ ‬مسدودة‭ ‬ومسورة‭ ‬بأسلاك‭ ‬كهربائية،‭ ‬والأرض‭ ‬التي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يمشي‭ ‬عليها‭ ‬المواطن‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مكاتبهم‭ ‬مزروعة‭ ‬بالشوك‭ ‬والعوسج،‭ ‬والنقطة‭ ‬التي‭ ‬يتحرك‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬هي،‭ ‬باب‭ ‬مكتبي‭ ‬مثل‭ ‬النجوم‭ ‬والأفلاك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إليها‭ ‬المواطن‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬باب‭ ‬مكتبي‭ ‬لا‭ ‬ترصده‭ ‬حتى‭ ‬عيون‭ ‬المركبات‭ ‬الفضائية‭ ‬ولا‭ ‬الأشعة‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭ ‬والصفراء‭ ‬والخضراء‭ ‬والبرتقالية‭.‬

للأسف‭ ‬هذا‭ ‬واقع،‭ ‬ومن‭ ‬أكبر‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المجتمعات،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬أو‭ ‬الوزير‭ ‬الذي‭ ‬يغلق‭ ‬أبوابه‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المواطن‭ ‬والمراجع‭ ‬وينفر‭ ‬من‭ ‬سماعه‭ ‬ومقابلته‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬وخللا‭ ‬خطيرا‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الإدارة‭ ‬وتفشي‭ ‬البيروقراطية‭ ‬التي‭ ‬تخلق‭ ‬الجمود،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬لا‭ ‬تكترث‭ ‬بالمصلحة‭ ‬العامة‭ ‬للبلد،‭ ‬فلا‭ ‬يهمه‭ ‬أصلا‭ ‬المواطن‭ ‬والأنظمة‭ ‬والقوانين،‭ ‬وحالته‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬اليأس‭ ‬والاستهتار،‭ ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الطلاسم‭ ‬والألغاز،‭ ‬والمواطن‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬عليه،‭ ‬يجب‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬يفك‭ ‬تلك‭ ‬الطلاسم‭ ‬والألغاز‭ ‬ويحل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور‭ ‬المفزعة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬الخطوة‭ ‬الثانية‭ ‬وهي‭ ‬الصبر‭ ‬وألف‭ ‬بل‭ ‬مليون‭ ‬صبر‭ ‬على‭ ‬الاسطوانة‭ ‬التي‭ ‬سيرددها‭ ‬سكرتير‭ ‬أو‭ ‬سكرتيرة‭ ‬المسؤول‭ ‬أو‭ ‬الوزير،‭ ‬ومواجهتها‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬لأنها‭ ‬مشكلة‭ ‬عويصة،‭ ‬فالوضع‭ ‬أشبه‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الجبل،‭ ‬لكن‭ ‬بقدرة‭ ‬قادر‭ ‬يجد‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬السفح‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬تنهار‭ ‬عزيمته‭ ‬ويموت‭ ‬وهو‭ ‬حي‭ ‬يتنفس‭.‬

على‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬أقسموا‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يقتدوا‭ ‬بالقائد‭ ‬الذي‭ ‬يزرع‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شفة‭ ‬جافة‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬للمواطن‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬ويسأله‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ويغرس‭ ‬بذور‭ ‬المحبة‭ ‬في‭ ‬أراضيه،‭ ‬فسموه‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬رسخ‭ ‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والتواصل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬ومتابعة‭ ‬الشكاوى‭ ‬والملاحظات‭.‬