توجيهات خليفة بن سلمان ونجاح موسم عاشوراء بامتياز

| عادل عيسى المرزوق

كانت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬للنجاح‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬التنظيم‭ ‬والتخطيط‭ ‬بامتياز‭ ‬لموسم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بصدور‭ ‬التوجيهات‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والتي‭ ‬رسمت‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الموسم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتغطية‭ ‬كافة‭ ‬المتطلبات‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬الملاحظات‭ ‬والمقترحات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬رؤساء‭ ‬وإدارات‭ ‬المآتم‭ ‬والمواكب‭ ‬الحسينية،‭ ‬ثم‭ ‬تعاضدت‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬وتكاتفت‭ ‬ليشارك‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الجليلة‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الأمان‭ ‬والتنظيم‭ ‬والارتياح‭ ‬والالتزام‭ ‬بالنظام‭ ‬والقانون‭ ‬والأمن‭.‬

وكانت‭ ‬متابعة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬تمثل‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بكل‭ ‬مؤسساتها‭ ‬بتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الراحة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والتنظيم‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وتأتي‭ ‬معها‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وترعاها‭ ‬الدولة‭ ‬وتهيئ‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬النجاح،‭ ‬فهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ ‬عامةً،‭ ‬وفي‭ ‬نفوس‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬خاصةً،‭ ‬ومن‭ ‬ملامحها‭ ‬الجلية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬بروح‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي‭ ‬والتعايش‭ ‬والتعددية‭ ‬واحترام‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬وقد‭ ‬سمعنا‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬قبيل‭ ‬حلول‭ ‬الموسم‭ ‬بمدة‭ ‬وجيزة،‭ ‬وتحدث‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬وحدة‭ ‬وتماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬والتمسك‭ ‬بقيم‭ ‬التواصل‭ ‬والاعتدال‭ ‬ونبذ‭ ‬الدعوات‭ ‬البغيضة،‭ ‬وتقدير‭ ‬جهود‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬والمواكب‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يجتمعون‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬المناسبات‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الوطن‭ ‬الكريم‭ ‬ونشر‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭.‬

إن‭ ‬تأكيد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬حرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تسخير‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬خروج‭ ‬بموسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬دأبت‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كفالة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬للجميع،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬السابقة،‭ ‬جعل‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬بمكانتها‭ ‬ومبادئها‭ ‬وفيوضها‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والوطنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬منبعًا‭ ‬لترجمة‭ ‬معاني‭ ‬ومدلولات‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتماسك‭ ‬النسيج‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهي‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فكل‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬يعتنقها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬لصالح‭ ‬وطنهم‭ ‬والتفافًا‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬وأسرتهم‭ ‬البحرينية‭ ‬بكل‭ ‬أطيافها‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬صور‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والمواكب‭ ‬والمشاركين‭ ‬وبين‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تمثل‭ ‬إضافة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬التي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬وتتنوع‭ ‬فعالياتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬وكلها‭ ‬تتطلب‭ ‬تسخيرًا‭ ‬للإمكانيات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬للقيام‭ ‬بعمل‭ ‬جبار‭ ‬يستحق‭ ‬عليه‭ ‬الجميع‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان،‭ ‬ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الحسينيات‭ ‬والمواكب‭ ‬يثمنون‭ ‬عاليًا‭ ‬توجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬ويتشرفون‭ ‬برفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬لسموه،‭ ‬فقد‭ ‬عاشت‭ ‬البحرين‭ ‬“عاشوراء”‭ ‬بأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتخطيط‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬أجمل‭ ‬صورة‭ ‬لممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬بارتياح‭ ‬وسلام‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬الدولة‭.‬