أعيدوا النظر في مشروع “الشارع الساحلي”

| سعيد محمد

هل‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬“الشارع‭ ‬الساحلي‭ ‬–‭ ‬الملغي”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يربط‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬وقرى‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬الساحلية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬7‭ ‬كيلومترات‭ ‬بشارع‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان؟‭ ‬أليس‭ ‬مشروعًا‭ ‬ضخمًا‭ ‬كهذا‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬“مشروعًا‭ ‬رائدًا‭ ‬يلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المستقبلية‭ ‬لسكان‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬وسكان‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬بكل‭ ‬قراه‭ ‬ومناطقه”،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التخطيط‭ ‬المستقبلي‭ ‬المنجز‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬الضغط‭ ‬والازدحام‭ ‬المروري؟

في‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬تبخر‭ ‬الحلم‭ ‬بمشروع‭ ‬كهذا‭ ‬حينما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إلغائه‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬إيجاد‭ ‬الميزانية‭ ‬التقديرية‭ ‬البالغة‭ ‬55‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنجزت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬التصاميم‭ ‬التفصيلية‭ ‬للمشروع،‭ ‬ومن‭ ‬تفاصيله‭ ‬أنه‭ ‬يحوي‭ ‬“جسورًا‭ ‬مطلة‭ ‬على‭ ‬القرى‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬فيها‭ ‬المشروع،‭ ‬كما‭ ‬سيتم‭ ‬ربط‭ ‬الشارع‭ ‬بشارع‭ ‬البديع‭ ‬عبر‭ ‬أربع‭ ‬طرق‭ ‬رئيسة‭ ‬تمر‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬قرى‭ ‬كرانة‭ ‬وجدالحاج‭ ‬وباربار‭ ‬والدراز”،‭ ‬وعلاوةً‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الميزانية،‭ ‬فهناك‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬تحدثوا‭ ‬عنها‭ ‬آنذاك،‭ ‬وهي‭ ‬“تسوية‭ ‬موضوع‭ ‬الاستملاكات”،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬“الخيار”‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬منافذ‭ ‬أخرى‭ ‬لتخفيف‭ ‬الازدحامات‭ ‬المرورية،‭ ‬ومنها‭ ‬إنشاء‭ ‬الشارع‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬أثير‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬إلغاء‭ ‬المشروع‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتوصيات‭ ‬الدراسة‭ ‬المعنية‭ ‬بقياس‭ ‬تأثير‭ ‬الشارع‭ ‬على‭ ‬الآثار‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استملاكات‭ ‬أراض‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬23‭ ‬عقارًا،‭ ‬وبهذا،‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬المشروع،‭ ‬والغريب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬طرح‭ ‬مشروع‭ ‬“تطوير‭ ‬منطقة‭ ‬الشارع‭ ‬الساحلي”‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬المشروع‭ ‬“السابق”‭ ‬الذي‭ ‬تعرقل‭ ‬تنفيذه‭! ‬مع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬بين‭ ‬“مشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬شارع‭ ‬ساحلي”،‭ ‬وبين‭ ‬مشروع‭ ‬“تطوير‭ ‬منطقة‭ ‬الشارع‭ ‬الساحلي”‭!‬

نفهم‭ ‬أن‭ ‬الخلاصة‭ ‬تكون‭ ‬كالتالي‭: ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬“مشروع‭ ‬شارع‭ ‬ساحلي”،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬“تطوير‭ ‬منطقة‭ ‬الشارع‭ ‬الساحلي”‭! ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الضخم‭ ‬ليربط‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬بالعاصمة‭ ‬كأحد‭ ‬المشاريع‭ ‬الريادية‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬تتضاعف‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتخيل‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬الوضع‭ ‬حين‭ ‬يكتمل‭ ‬إسكان‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭!‬

إن‭ ‬مشروعًا‭ ‬كهذا‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬بتوفير‭ ‬الموازنة‭ ‬اللازمة؛‭ ‬لأن‭ ‬المواطن‭ ‬يريد‭ ‬مشاريع‭ ‬“مستقبل”‭ ‬لا‭ ‬مشاريع‭ ‬“ترقيع”‭.‬