ومضة قلم

أيها النائب... ليست هذه رسالتك

| محمد المحفوظ

إنّ‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬من‭ ‬ممثل‭ ‬الشعب‭ ‬النهوض‭ ‬بها‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬مهمتين‭ ‬أساسيتين،‭ ‬الأولى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تشريع‭ ‬القوانين،‭ ‬والأخرى‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬الرقابة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬ممن‭ ‬ينوي‭ ‬الترشح‭ ‬لعضوية‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬قبل‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬خطوة‭ ‬خطيرة‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يدر‭ ‬بخلدنا‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬فئة‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬انتهاج‭ ‬جمع‭ ‬وتوزيع‭ ‬الحقائب‭ ‬المدرسية‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬وليت‭ ‬الأمر‭ ‬توقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬لكن‭ ‬المثير‭ ‬للاستغراب‭ ‬والدهشة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬النائب‭ ‬مسألة‭ ‬التوزيع‭ ‬بنفسه‭ ‬والأدهى‭ ‬تصوير‭ ‬العملية‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا‭ ‬وبثها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬التساؤل‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إليه‭ ‬النائب‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العملية؟‭ ‬والذي‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬أيّ‭ ‬إنسان‭ ‬يشاهد‭ ‬العملية‭ ‬هو‭ ‬إظهار‭ ‬صورته‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬بأنه‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يتحسس‭ ‬آلام‭ ‬الناس‭ ‬والأكثر‭ ‬قربا‭ ‬منهم،‭ ‬وإذا‭ ‬افترضنا‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬فإنّ‭ ‬السؤال‭ ‬هنا‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬السر؟‭ ‬وهل‭ ‬من‭ ‬ضرورات‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للمحتاجين‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي؟

كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬خيرية‭ ‬تنوي‭ ‬دعم‭ ‬المعوزين‭ ‬أن‭ ‬تجري‭ ‬العملية‭ ‬بسرية‭ ‬تامة‭ ‬صونا‭ ‬لكرامتهم‭ ‬وعدم‭ ‬تعريضهم‭ ‬للإحراج،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬عددهم‭ ‬قليلا‭ ‬لو‭ ‬أنهم‭ ‬فكروا‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬قبل‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬خطوتهم‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬صورتهم‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬جمهورهم‭ ‬والتي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تعرضت‭ ‬للاهتزاز‭ ‬والتشويه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتمناه‭ ‬لهم‭. ‬

إنّ‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬ممثل‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمستوى‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬منحه‭ ‬إياها‭ ‬المواطن‭ ‬ونعتقد‭ ‬أنه‭ ‬شرط‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬التفريط‭ ‬فيه،‭ ‬ولسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التذكير‭ ‬بالأعباء‭ ‬الجسيمة‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬النيابية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬النواب‭ ‬وهي‭ ‬بالغة‭ ‬الصعوبة‭. ‬إنّ‭ ‬حديثنا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬الجميع‭ ‬فهناك‭ ‬نواب‭ ‬تعاطوا‭ ‬مع‭ ‬ملفات‭ ‬مهمة‭ ‬بمهنية‭ ‬عالية،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يستحقون‭ ‬منا‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬وإخلاصهم‭.. ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬نهمس‭ ‬في‭ ‬آذان‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬أشرنا‭ ‬إليهم‭ ‬بأن‭ ‬عليهم‭ ‬تجنب‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للعمل‭ ‬النيابي‭ ‬بصلة،‭ ‬وعليهم‭ ‬حمل‭ ‬قضايا‭ ‬المواطن‭ ‬بأمانة‭ ‬ومسؤولية‭.‬