صور مختصرة

“تذكرون الدوبه”

| عبدالعزيز الجودر

نتطرق‭ ‬اليوم‭ ‬لأحد‭ ‬المواقع‭ ‬السياحية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مشهورة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الخمسينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬عند‭ ‬عموم‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وخصوصا‭ ‬أهل‭ ‬المحرق‭ ‬بـ‭ ‬“الدوبه”،‭ ‬فهي‭ ‬بمثابة‭ ‬مطعم‭ ‬عائم‭ ‬وسط‭ ‬البحر،‭ ‬وكان‭ ‬موقعها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬جسر‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬مدينتي‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬التاريخي‭ ‬أول‭ ‬جسر‭ ‬بحري‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

“آخبر”‭ ‬كانت‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬ترتاد‭ ‬تلك‭ ‬“الدوبه‭ ‬المحبوبة”‭ ‬بكثرة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المطعم‭ ‬يقدم‭ ‬وجبات‭ ‬غذائية‭ ‬متنوعة‭ ‬وبأسعارمعقولة،‭ ‬وقتها‭ ‬كان‭ ‬زبائن‭ ‬“الدوبه”‭ ‬يستمتعون‭ ‬أثناء‭ ‬تناولهم‭ ‬الأكل‭ ‬بالمشاهد‭ ‬والمناظر‭ ‬الجميلة‭ ‬كالعبارات‭ ‬والسفن‭ ‬الشراعية‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة‭ ‬وصور‭ ‬الصيادين‭ ‬والبحارة‭ ‬و”بريحة”‭ ‬البحر‭ ‬المنعشة‭.‬

البحرين‭ ‬عموما‭ ‬والمحرق‭ ‬خصوصا‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬الجاذبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وضيوف‭ ‬البلاد،‭ ‬ونأمل‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختصة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭ ‬المرغوبة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تعيد‭ ‬شحن‭ ‬الطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬لمن‭ ‬يرتادها‭ ‬ويستمتع‭ ‬بمناظرها‭ ‬الأخاذة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تجديد‭ ‬نشاط‭ ‬وحيوية‭ ‬الإنسان‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬اليومية‭.‬

الصورة‭ ‬الثانية

افتتاح‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬منتزه‭ ‬البحرين‭ ‬للغوص‭ ‬المتمثل‭ ‬بغمر‭ ‬طائرة‭ ‬بوينج‭ ‬747‭ ‬وسط‭ ‬المنتزه‭ ‬شمال‭ ‬مياه‭ ‬البحرين‭ ‬لهواة‭ ‬الغوص‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالسياحة‭ ‬البيئية،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬والسلامة‭ ‬والأمان،‭ ‬خطوة‭ ‬مباركة‭ ‬تسير‭ ‬نحو‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬وذلك‭ ‬تحقيقا‭ ‬لأحد‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تحت‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬لثمار‭ ‬البحر‭.‬

فوق‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬المشروع‭ ‬منظومة‭ ‬للمنتج‭ ‬السياحي‭ ‬البحري‭ ‬وكيفية‭ ‬استغلال‭ ‬بحرنا‭ ‬وشواطئنا‭ ‬أفضل‭ ‬استغلال،‭ ‬وشكل‭ ‬أهمية‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬المشاريع‭ ‬والمعالم‭ ‬والمواقع‭ ‬السياحية‭ ‬الأخرى‭ ‬بهدف‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وتعظيم‭ ‬العائد‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬الذي‭ ‬يتوقع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬بنحو‭ ‬8‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويجعل‭ ‬بلادنا‭ ‬مقصدا‭ ‬سياحيا‭ ‬عالميا‭ ‬له‭ ‬مردود‭ ‬اقتصادي‭ ‬واعد‭ ‬يبشر‭ ‬بالخير‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬