فجر جديد

مواطن مثخن بالجراح

| إبراهيم النهام

في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراهنة،‭ ‬والتي‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬السوداء‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمعيشية‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وأشغلت‭ ‬المواطن‭ ‬المكسور‭ ‬بحسابات‭ ‬ضرب‭ ‬الأخماس‭ ‬في‭ ‬الأسداس،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭ ‬تماما،‭ ‬آخر‭ ‬الهم‭ ‬به‭ (‬المواطن‭) ‬وما‭ ‬يريده‭.‬

أعجب‭ ‬كثيرا‭ ‬حين‭ ‬أتابع‭ ‬تصريحات‭ ‬ومقترحات‭ ‬ومداخلات‭ ‬نيابية،‭ ‬تتفق‭ ‬كلها‭ ‬بأمر‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬البُعد‭ ‬عن‭ ‬أولويات‭ ‬الناس،‭ ‬وعن‭ ‬أولويات‭ ‬المرحلة‭ ‬المُرة‭ ‬هذه،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطاء،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬مرتكبيها؛‭ ‬ضمانا‭ ‬لعدم‭ ‬تكرارها‭ ‬أو‭ ‬استنساخها،‭ ‬وضمانا‭ ‬لديمومة‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬واستمرار‭ ‬بقائه‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬ضريبة‭ ‬أخطاء‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬تبعاتها‭ ‬وعلاجاتها،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يتجرع‭ ‬أدويتها‭ ‬المُرة‭ ‬والقاسية‭ ‬والموجعة،‭ ‬والتي‭ ‬تحمله‭ ‬مسئولية‭ ‬تحمل‭ ‬تبعاتها،‭ ‬وأي‭ ‬تبعات؟

وما‭ ‬بين‭ ‬مطالبتنا‭ ‬المتكررة‭ ‬للنواب‭ ‬لأن‭ ‬يقتربوا‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬بدورها‭ ‬لمدعوة‭ ‬بأن‭ ‬تشاركهم‭ ‬بقراراتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كلها،‭ ‬وبإستراتيجياتها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وبخطتها‭ ‬العامة؛‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ -‬كممثلين‭ ‬لنا‭- ‬شركاء‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬والتنمية‭ ‬والرقابة‭.‬

تصحيح‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬بما‭ ‬يشوبها‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬وعثرات‭ ‬وهفوات،‭ ‬يكملها‭ ‬إقالة‭ ‬المسئول‭ ‬الفاشل‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬التجربة‭ ‬عدم‭ ‬أهليته‭ ‬للمنصب‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فيه،‭ ‬خصوصا‭ ‬بالقطاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المثخن‭ ‬بالجراح،‭ ‬والذي‭ ‬يحتاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬لضخ‭ ‬الدماء‭ ‬الجديدة،‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأهلية،‭ ‬والسمعة‭ ‬الحسنة‭ ‬ليعيدوا‭ ‬بناءه،‭ ‬وليكونوا‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لنا‭ ‬ولأبنائنا‭.‬